تعتبر الشللية في العمل ظاهرة تؤثر سلبًا على الأداء الإداري والمصلحة العامة للمؤسسات. إذ تعكس هذه الظاهرة نظامًا غير رسمي يضرب بسياسة الشركات ومصلحتها عرض الحائط، مع التركيز على تحقيق أهداف فئة دون مراعاة للمصلحة العامة.
في عالم يتطلب التنافسية والابتكار، يمكن أن تكون الشللية عاملًا معوقًا يعرقل تحقيق أهداف المؤسسة. فبدلًا من التركيز على العمل الجماعي وتحقيق الأهداف المشتركة، يتم تفضيل تحقيق أهداف الشلة بالطرق غير الشرعية والتي لا تخدم المصلحة العامة.
من جانبها، تتطلب مكافحة الشللية في العمل اتخاذ إجراءات فعّالة من قبل الإدارة والقيادة العليا في المؤسسة. يجب أن تكون هناك سياسات وإجراءات واضحة تعزز الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى تشجيع ثقافة العمل الجماعي وتعزيز التواصل بين جميع مستويات الموظفين.
علاوة على ذلك، يجب أن تركز الجهود على تعزيز الوعي والتدريب للموظفين حول أهمية الشفافية والنزاهة في العمل. يمكن أن تساهم التدابير التثقيفية في تغيير الثقافة التنظيمية وتعزيز مبادئ النزاهة والمصداقية في جميع أنحاء المؤسسة.
دراسة حالة واقعية
في شركة تكنولوجيا معلومات كبيرة، كانت هناك ظاهرة شللية متفشية تؤثر سلبًا على الأداء العام وروح الفريق. كانت الشركة تواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهدافها والابتكار في مجال التكنولوجيا بسبب هذه الظاهرة.
تحليل الوضع أظهر أن الشللية كانت نتيجة لتشتت الأدوار والمسؤوليات، حيث كان هناك عدم وضوح في توزيع الأعباء وتحديد الأهداف. كما كانت هناك شبكات غير رسمية تعمل داخل المؤسسة تفضي إلى تفضيل بعض الموظفين على حساب آخرين، مما زاد من انعدام الثقة وقلة الشفافية.
للتغلب على هذه الشللية، قامت الشركة باتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك:
1- إعادة هيكلة الفرق: تم إعادة توزيع الأدوار والمسؤوليات بشكل واضح، مع تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس لكل فرد.
2- تعزيز الشفافية: تم تنفيذ سياسات جديدة لتعزيز الشفافية ومشاركة المعلومات بين الفرق، مما أدى إلى تحسين التواصل وبناء الثقة.
3- تدريب الموظفين: تم توفير التدريب وورش العمل لتعزيز مهارات العمل الجماعي وتعزيز الوعي بأهمية التعاون والتفاعل الإيجابي.
بفضل هذه الإجراءات، شهدت الشركة تحسنًا ملحوظًا في أدائها ومناخها التنظيمي. تمكنت من تحقيق نتائج أفضل وزيادة معدلات الابتكار، مما أسهم في تعزيز مكانتها في سوق التكنولوجيا وتحقيق النجاح المستدام في المستقبل.
في النهاية، يعد التغلب على ظاهرة الشللية في العمل تحديًا مستمرًا يتطلب جهودًا مشتركة من قبل الإدارة والموظفين لتحقيق بيئة عمل صحية ومنتجة تخدم المصلحة العامة وتحقق النجاح المستدام للمؤسسة.