كانت المناسبات الاجتماعية مدارس لغرس القيم وتعزيز السلوك ونقل المعرفة والخبرة وتأكيد الأدب الجم وتوقير الكبير والعطف على الصغير.
لكن ظهر في الآونة الأخيرة سلوكيات لا تمت لمجتمعنا الوفي بصلة ومن تلك السلوكيات:
1- حين يدعو أحدهم لمناسبة خاصة ويكون في حسبانه عدد ونوع ومكانة المدعوين وعلى هذا الأساس يتم تجهيز الوليمة ثم يفاجأ بأن (أحدهم) جلب معه عدداً غير مدعو من أولاده ومعارفه وكأنه (جهلاً أو قصداً) يريد إحراج من دعاه.
2- البعض يتعمد وبكل بجاحة الجلوس في صدر المجلس المخصص في ثقافتنا وعاداتنا لكبار السن وكبار الضيوف من الوجهاء ثم يقع الداعي في حرج كبير وقد شاهدت مرات من أصحاب الدعوة الطلب من هؤلاء ترك المكان لمن هم أولى منه وهذا من حقهم.
3- البعض يفتقد لأبجديات الذكاء التواصلي فتجده يهرف بما لا يعرف ويفرض على الحضور أحاديث سامجة أو لا تدخل ضمن اهتماماتهم وهم فئة (الثرثارين).
4- يتعمد البعض التأخر الشديد عن موعد الدعوة فيجعل المضيف الطيب في حرج وهم للأسف كثر في ظل عدم تحديد وقت الدعوة بدقة.
5- بقيت الكبيرة التي ابتليت بها بعض مجالسنا (ولا أقصد التي لها تنظيم واستئذان من الحضور وبرضاهم وقناعتهم الذاتية دون إحراج لهم) وهي التسجيل والتصوير من الكبير والصغير لأنها محرمة بنص القرآن الكريم في سورة الحجرات آية 12 قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا).
السؤال ما الحل؟
هل للمؤسسات التربوية دور يمكن المساهمة من خلاله لتعزيز القيم والمروءات والشيم والثقافة الاجتماعية المبنية على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؟
وهل نحتاج إعادة صياغة أساليب الاجتماعات بوضع معايير وشروط واضحة ومعلنة من لا يلتزم بها فهو خارج عن منظومة الأدب والاحترام والتقدير لذلك لا يستحق أي من مضامين المنظومة؟
الخلاصة في ظني من لا يحترمك ولا يقدّر دعوتك ولا يلتزم بالآداب لا تلقي له بالاً حتى لا تستشري الآفات في دوحة قيمنا.
** **
- عميد متقاعد