لفتت بطولة الأمم الأوروبية الحالية الأنظار بسوء مستويات أغلب فرقها الكبيرة وخروجها المبكر وأيضا بتألق حراس المرمى الذين كانوا قد سرقوا الأضواء من الهدافين بالمستويات القوية التي قدموها وتصديهم لركلات جزاء وأهداف محققة، ولا أهم ولا أكثر من الحارس البرتغالي النجم دييغو كوستا الذي تصدى لـ3 ركلات ترجيح وانفراده بخطأ من المدافع بيبي، ويكفي كوستا شرفا إنقاذه لمنتخب البرتغال من عقدة الأدوار الإقصائية في البطولات الكبرى.
أول المنتخبات الذي خيب الظن بسوء مستواه وخروجه من دور الـ16 حامل اللقب المنتخب الإيطالي بعد العروض المتواضعة التي قدمها هذه النسخة، آخرها مع سويسرا التي (نحرت) الطليان، المنتخب الإيطالي كان واضحا عليه أنه لن يطيل البقاء هذه النسخة، أما ثاني المنتخبات التي كانت مرشحة للقب قبل انطلاقة البطولة وصدمنا (بلجيكا) مستوى ونتائج وخروجا جارحا أمام فرنسا المحظوظة بهدف لاعبه في مرماه، قمة (النحس) وقلة التوفيق للمخضرم دي بروين وزملائه!.
فرنسا أداء متذبذب، مستوى تهديفي سيء؛ الديوك بالكاد (يحبون حبوا) في الأدوار هذه النسخة ويتخطونها بنيران صديقة وأهداف عكسية، ولا هدف ملعوب عدا هدف من ركلة جزاء لمبابي، ومع ذلك تمتلك حظا أفضل من غيرها رغم أنه من أوائل المنتخبات المرشحة لنيل الألقاب في البطولات الكبرى بفضل جودة لاعبيه وتاريخه العظيم لكنه مع ديشامب لا يقدم الكثير ولا الملفت تهديفيا وبالكاد تظهر (بيضة الديك) بين حين وحين رغم خط الهجوم الناري الذي يمتلكه المنتخب الفرنسي بوجود مبابي وغريزمان وتورام..!
انجلترا تأهلت بأعجوبة للدور ربع النهائي في الوقت الأخير بأهداف الخبير هاري كين والمنقذ جود بيلينغهام؛ جودة اللاعبين (تفرق) في الأوقات العصيبة.
لدينا قمتان ناريتان الدور ربع النهائي أم المباريات بلقاء السحاب بين ألمانيا واسبانيا ، فرنسا والبرتغال؛ وبالمناسبة المنتخب الاسباني المتوهج فنيا صامل وبقوة أجد فيه شخصية البطل هذي النسخة وأرشحه لنيل اللقب من واقع النتائج والمستويات العظيمة التي يقدمها، منتخب الماتادور يجتاز الدور تلو الدور بالعلامة الكاملة، ومن بعده الألمان أصحاب الجمهور والمكان منتخب الماكينات من سوء حظه ان وضعته الأقدار بمقابل أفضل المنتخبات.
فرنسا (المحظوظة) مع منتخب البرتغال الذي يقوده الحارس السوبر كوستا والذي سرق الأضواء من رونالدو وباقي الهدافين الذين لم يقدموا شيئا يفوق تميزه، واستغرب من مدرب البرتغال لديك لاعبون جيدون فاعلون اكثر نجومية أصغر وأكثر ديناميكية وعطاء، وتصر على ان يلعب رونالدو الذي شارف على الـ40 أساسياً مهما كان للعمر أحكام، وكان الأفضل يلعب احتياط رغم من انه يملك حيوية الشباب لكنها مجرد جعجعة بدون طحن! ورغم أن رونالدو الهداف التاريخي لكأس أوروبا لسنوات، إلا أنه لا يزال يواصل الصيام عن التهديف في عدة مباريات: التشيك، تركيا، جورجيا، سلوفينيا.
نقاط
* النسخة الحالية شهدت تألق وتميز الحراس على حساب الهدافين بدون منازع.
* هدفان عكسيان وركلة جزاء لامبابي حصيلة اهداف الديك الفرنسي في أربع مباريات، فرنسا تمارس الاستحواذ بعيدا عن الجدوى التهديفية.
* كريستيانو رونالدو هذه النسخة صيام عن التهديف يختمها بدموع اعتذارات.. شعور بالذنب وقلة الحيلة وللسن أحكام.
* أتمنى أن تجد انديتنا ضالتها مع اجود وأفضل النجوم أصحاب السن الصغيرة والموهبة الكبيرة من نجوم اليورو الحاليين.
* من القمتين التاريخيتين الجمعة أرشح فوز فرنسا على البرتغال واسبانيا على الألمان.
** **
- هيا الغامدي
@haya_alghamdi