ولدت في مدينة صغيرة تسمى حرمة، هادئة هانئة، سكانها قليلون متآخون متدينون وطيبون، البعض منهم يعمل بالفلاحة، والقليل يزاولون التجارة المتواضعة جداً، وآخرون يعملون في البناء، بيوتها مشيدة من اللبن والطين، عندما ظهر البترول في المملكة، وأُنشئت شركة أرامكو، وبدأت التدفقات المالية على ميزانية الدولة -أعزها الله-، بدأت معها النهضة التعليمية والازدهار الاقتصادي رويداً رويداً، وبدأت المدارس الابتدائية في الانتشار في جميع مدن المملكة الكبيرة والصغيرة، بل وحتى القرى والهجر وتجمعات البادية، ثم بدأت الكهرباء في الانتشار، وعمّ الرخاء والتقدم، وبدئ في إنشاء الطرق الحديثة والمطارات الدولية والإقليمية والمحلية، ثم سرنا بخطى ثابتة وبوتيرة وقفزات ووثبات سريعة، وكثر الخير وعمّ، وشيدت المدن الحديثة وشركات الهاتف، وتداعت الأمم علينا كما تتداعى الأكلة على القصعة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق، أن هذا الأمر سوف يحدث في آخر الزمان. وبدئ في تشييد الجامعات ومدارس البنات، وعم الخير والرخاء، مع توافر الأمن والأمان، ثم جاءت الرؤية الموفقة المظفرة (2030) في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين المسدد الأمير محمد بن سلمان، وأصبحنا نقفز قفزات كبيرة وموفقة. كما أصبحنا قبلة العالم في كل ميدان، وينظر إلينا بإعجاب. وآمل أن تكون بعض من الدول المجاورة في مثل حالنا من رخاء العيش والسؤدد. نحمد الله على ما حبانا به من النعم والخير العميم والحكومات الرشيدة المتعاقبة الموفقة، والتي هي وشعبها شيء واحد، يتعايشون في محبة وسلام، الجميع يغبطنا عليها.
أدام الله عز حكومتنا وحرسها، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وأطال الله في عمره، وأعظم له الأجر والمثوبة، كما نسأل الله لولي عهده الأمين والذكي أن يأخذ بيده لما يحبه ويرضاه، والله نسأله الرشد والسداد لحكومتنا وشعبها المتفاني في خدمة بلاده وقادتها، حفظ الله بلادنا المقدسة من كل سوء ومكروه، وجميع بلدان الإخوة الأشقاء من عرب ومسلمين، وأذل الله الأعداء من الصهاينة والمجوس ومن شايعهم.