هل سألت نفسك اليوم ماذا كنت بالأمس؟ وماذا ستكون عليه اليوم والغد؟
تتكاثر تلك الأسئلة ما بين تلك الأسوار المغلقة بعقولها المتحجرة والجاهلة، ويقابلها الطرق المفتوحة والممهدة بالتطلع والإرادة للعقول المدركة والواعية.
أن عملية (التغيير) نعني بها التطوير في شخصية الإنسان في جوانب الحياة كافة المرتبطة بعلاقاته الاجتماعية والمهنية والنفسية والصحية على نحو يرضي متطلباته الحياتية.
التغيير سنة الحياة وعامل مهم من عوامل تطور الأمم ووسيلة لتحقيق أهدافها المرجوة، ويحتاج إلى مغامرة حتى يصل إلى النجاح، وإرادة التغيير تنبع من داخل الشخص حتى تواكب عصره وجيله ويدفعه ذلك لتحقيق الإنجازات العظيمة لنفسه ودينه ومجتمعه ووطنه.
يمر الإنسان بتجارب مختلفة تصقله وتساعد في تطويره الذاتي، وتزيد من إدراكه الجيد للأمور التي تحيط به، كما أن الوعي في إحداث التغيير أمر مهم من ناحية تفكيره وما يشعر به تجاه الأحداث من خير وشر فكلما أحسن الظن فيها أقدم الخير له وكلما أساء الظن فيها أقدم الشر له، وينعكس ذلك الشعور في تعامله مع الآخرين.
إنّ هناك من تزداد سواد الليالي بأفكاره الرمادية الباهتة في نظرته للتغيير؛ من خلال فقده لمبادئه ودينه وثقافته ويراها من منظوره الشخصي أن هذا هو التغيير كالذي ينادي بالإحلال الأخلاقي والظهور بمظهر لا يليق بمجتمعنا السعودي، وللأسف هذه النظرة هي من أوقعتهم في الهاوية، فيجب عليه أن يتخلى عن تلك المعتقدات والسلوكيات الخاطئة ويستبدلها بأخرى صحيحة تليق بهويتنا وتراثنا وقيمنا وعاداتنا، كما أن ثقافة التغيير لا يقصد بها تقليد الغير، فكل مجتمع يختلف عن غيره، وكل فرد فيه له خصوصياته وتطلعاته.
وفي الختام، إذا أردنا تغييراً مُثمراً وسليماً في أنفسنا وفي مجتمعنا فلننفتح للأفكار الجديدة التي تناسب ديننا وهويتنا وثقافتنا، ومحاربة الأفكار السلبية الهدَّامة.