استوقفتني عبارة جميلة (جودة الباراشوت أهم من لونه)..!
في ميدان سوق العمل والسعي الحثيث في البحث عن مكان ومكانة تتغير قواعد اللعبة من خلال مراحل ملموسة للحصيف الحذق.
المرحلة الأولى التي تكون في فورة الحماس والنهم المتقد للعمل والنجاح يجذبنا اللون غافلين أو متغافلين عن البيئة وأطر العمل وما بينها من تفاصيل نعلق بين أتراسها، وقبل أن ندرك أن ما كل ما يلمع ذهباً نكون قد غُمرنا حد الغرق..
فننشغل بسبل النجاة عن الهدف الرئيس..
قد تكون هذه التجربة نقطة في تاريخك لتبدأ من جديد بطريقة جديدة في مسار جديد، وقد تكون الفاصلة بين ما أنت عليه وما ستكون في نفس المسار.
وعلى كل حال، السعيد الرشيد من وعظ بغيره، ارع سمعك لصوت الميدان فهو الأصدق
في موقف شخصي تذكرت في مقابلة وظيفية تقدمت لها لم أعرف عن الكيان إلا اسمه ونشاطه ومخرجات أعماله.
تاق قلبي لأن أكون جزءاً من هذا الكيان البراق. وحين جاءني اتصال تحديد المقابلة لم أصدق نفسي. ولكن في توقيت المقابلة وخلال النقاش الذي كان أشبه بعدسة مقعرة على ما وراء هذا البريق كنت أقرأهم كما يقرئونني، وبعد أسطر ليست بالكثيرة، أدركت أن هذا المكان ليس مكاني، بل وهذا المسار ليس خياري الأفضل.
تراجعت لأعود من جديد أسأل وأجيب: ما هدفك؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟
تراجعت نعم قد أكون أبطأ ولكن أكثر اتزاناً، فالسرعة ممقوتة في كل شيء، حتى الإنجاز تبرأ منها.
سرعة حصولك على الوظيفة لا تعني أنك جيد..
سرعتك في تسليم العمل لا تدل على أن ملفك مجود..
السرعة ترادف الخفة وفي العمل أنت رقيق الثياب نحيل الكتف وتركض في الهواء، وبمجرد أن تجود من نفسك تبدأ المرحلة الذهبية.
بدلاً من أن تكون المسوق لسيرتك الذاتية تكون سيرتك هي المسوق لك، حينها تأتي مرحلة تحديد الممكنات والانتقاء الفاخر وأقول الفاخر لأن خيارات العرض كلها متقاربة الوزن والقيمة, كل خيار سيضيف لك هو قرارك.
كلما تعمقت في مجالك ثقلت خطوتك.
هدفك.. اتجاهك.. وسرعتك ستتحدد من جودة ما مُلئ بين تلافيف عقلك وما حوت زوادتك..
لذا.. دهانك منك فاستكثر..!