إخواني المواطنين.. أخواتي المواطنات.. اسمحوا لي أن أهديكم هذه الأبيات الجميلة للشاعرة الخنساء ترثي أخاها صخراً.. قالت:
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ
كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
وَإِنَّ صَخراً لحامينا وَسَيِّدُنا
وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ
ومن الشعر الجميل قول قيس بن الملوح:
شَكَوتُ إِلى سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي
فَقُلتُ وَمِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ
لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطيرُ
فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَةٍ
أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعيرُ
ومن قول ميسون بنت بحدل لمّا تزوجها معاوية بن أبي سفيان فحنّت للبداوة:
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحبُ إليّ من قصر منيف
ولبس عباءة وتقرّ عيني
أحبُ إليّ من لبس الشفوف
وأكل كسيرة في كسر بيتي
أحبُ إليّ من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج
أحبُ إليّ من نقر الدفوف
وكلب ينبح الطراق دوني
أحبُ إليّ من قط أليف
وبكر يتبع الأظعان صعب
أحبُ إليّ من بعل زفوف
وخرق من بني عمي نحيف
أحبُ إليّ من علج عليف
خشونة عيشتي في البدو أشهى
إلي نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا
وما أبهاه من وطن شريف
ومن قول أبي فراس الحمداني:
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي
أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا
تَعالِي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالِي
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ
مَعاذَ الهَوى ما ذُقتِ طارِقَةَ النَوى
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ