أهلَّ علينا شهر الخير والعطاء مجدداً، وألسنتنا تلهج بحمد الله تعالى والثناء عليه سبحانه بأن منح فسحة في أعمارنا وبلَّغنا شهر المنح والبركات الذي يفتح أمامنا أبواب الرحمة والمودة والطاعة.
أطلَّ علينا شهر رمضان ووطننا بخير، وفي أجمل حال يعيش في أمن وسلام واطمئنان وازدهار، والخير يسبح في أرضه، ليجعل منه موئلاً للعطاء، فكل يوم تلتقي في ظلال سماء مقدساته الإسلامية العشرات من الثقافات والجنسيات التي تعيش في كنف التسامح والوئام. لشهر رمضان تقاليد عالية وخصوصية رفيعة في وطننا الذي اعتاد أن يرتدي أجمل الحلل لاستقباله والبهجة بقدومه، حيث يسعى دوماً لإظهار ما يحمله هذا الشهر الكريم من روحانيات وعادات اجتماعية أصيلة في صورة مميزة تستمر على مدار أيام وليالي الشهر الفضيل، كما يظهر ذلك في الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الرابعة عبر منصة (إحسان) التي نالت الموافقة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، على إطلاقها بالشراكة مع مجموعة من الأفراد ورجال الأعمال ودوائر وهيئات القطاع الخاص والقطاعين الحكومي وغير الربحي، حيث تبرز الحملة محاسن العمل بروح الفريق الواحد، وهو أهم ما يميز المجتمع السعودي بكل أطيافه ومكوناته، في تعزيز ثقافة التبرع والتكاتف المجتمعي بما يتواكب مع مستهدفات رؤية السعودية 2030؛ تعظيمًا لأثر الأعمال الخيرية والتنموية، وذلك يشكل واحد من أجمل مشاهد الشهر الكريم التي تجسد ما جاء في قول رب العزة والجلال في محكم التنزيل:{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
عطاء وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) يبرز كنهر يجري ليروي الجميع، ويتكاثر تدفقه في أيام هذا الشهر الفضيل، حيث الجميع يمد نطاق أياديه البيضاء للمساهمة في توسيع مساحات دائرة الخير والعطاء والبذل، لإدراكهم أن ما يفعلونه من خير وعطاء وبذل إنما هو من عطاء الله سبحانه وتعالى، ويزيد من ميزان أجورهم، ويخلف عليهم، وفي شهر رمضان لا شك أن الحسنات مضاعفة، كما قال رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام).
اللهم وفق هذا الوطن لعمل الخيرات، وأجزِ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على ما يقدمون لوطنهم ولأمتهم الإسلامية، وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.