حَسْبُ شهر رمضان أنه أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
لذا، كانت تلاوة القرآن في شهر القرآن من أشرف الأذكار.
وقد كان السلف الصالح -رحمهم الله- إذا صاموا جلسوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتب أحداً، وشغلوا وقتهم بتلاوة آي الذكر الحكيم.
مَنْ صام نال الفوز من رب العلا
وبوجهه أضحى عليه مقبلا
يا مَنْ يروم توسلاً وتوصلا
صُمْ رغبة في قول: رب العلا
(الصوم لي وأنا الذي أجزي به)
إن آداب الصيام يجمعها: حفظ الجوارح الظاهرة وحراسة الخواطر الباطنة، وآداب القيام: أن يخلص عمله لله، ويطيل القراءة والركوع والسجود.
أدِمْ الصيام مع القيام تعبدا
فكلاهما عملان مقبولان
قُمْ في الدُّجى واتلُ الكتاب ولا تنمْ
إلا كنَومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة
فتساقُ من فُرُش إلى أكفان
وشهر رمضان فرصة نفسية لكل مسلم ومسلمة ليراجع كل واحد نفسه، ويُلح على المولى عز وجل داعياً، ويندم شاكياً.
ويقول:
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك ربّ كما أمرتَ تضرُّعاً
فإذا رددت يدي فمَنْ ذا يرحم؟
مالي إليك وسيلة إلا الدُّعا
وجميل عفوك ثم إني مسلم
قال أحد الصالحين: أدوية الروح خمسة وهي كلها من متطلبات شهر الصيام: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربّه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
واتل القرآن وسبِّح فيه مجتهداً
فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
حيّاً فما أقرب القاصي من الداني
إن أيام شهر رمضان كالتاج على رؤوس الأيام، وهي مغنم الخير والبركات لذوي الإيمان، وللصيام آداب يجمعها: حفظ القلوب عن الخطرات، واللسان عن قبيح المقالات، والسمع عن الاستماع إلى المنكرات، والجوف عن المطاعم والمشارب المحرمات.
مَنْ كان يشكو عِظم داء ذنوبه
فليأت من رمضان باب طبيبه
ويفوز من عرف الصيام بطيبه
أو ليس قول الله في ترغيبه
(الصوم لي وأنا الذي أجزي به)