في عصر الماديات أصبح مقاييس الناس على المال والثراء والأملاك والمناصب والجاه، دون الالتفات للقيم والأخلاق، وقد بعث الشيخ محمود صالح بهذين البيتين وهما مما ينسب للإمام الشافعي -رحمه الله- ولا أعلم مدى صحة ذلك:
إذا خطب الغنيُ بنات قومٍ
رقصن من المسرة والبشارة
وإن جاء الفقيرُ ولو تقياً
ذهبن إلى صلاة الاستخارة
وهذا حال الناس في عصر الشافعي فكيف بزماننا الآن، ولما للبيتين من معان جميلة في نبذ هذا السلوك المبني على الأطماع المادية، وعدم تقديرهم للتقي النقي ورفضه لفقره قلت:
يريدُ الناسُ ذا مالٍ وجاهٍ
وأرباب المصالح والتجارة
ولا يرضون ذا دينٍ وتقوى
ومن حاز المحامد والجدارة
لأن المال مقياس لديهم
وأول همهم وله الصدارة
ورَبُّ الخلق قدّر كل شيءٍ
سواء للغني وذي افتقارة
لعل الخير يأتي مع فقيرٍ
وذو مال يؤول إلى الخسارة
وحين بعثت الأبيات لعدد من الأحبة وردت بعض المشاركات والمجاراة الشعرية منهم الشاعر الأستاذ حمد بن محمد العماري، حيث قال:
تبدل في الخلائق كل شيء
أَتاهَ العقلَ ما جنت الحضارة
مقاييس التفاضل محض دنيا
وليس الدين يقبع بالصدارة
طباع الخلق ساءت ليس أدري
فأصبح كل همهم التجارة
وما علموا بأن المال وزر
لمن لم يبن في أخراه داره
إذا خطبَ الغني تبادروه
وساقوا في تهانيه البشارة
ومن آتاه ربي فيض علم
وكان الدين شأنه واختياره
تناسوا أمره وأشاحوا عنه
وعند الله ميزان الجدارة
فخير الناس في الدنيا تقي
ومن عدم التقى لقي الخسارة
ومن السنغال جاءت هذه المشاركة أيضاً من الشاعر الدكتور: محمد أبوبكر صو، حيث قال:
وتلك هي الحقيقة في مرارَه
فأصْدِقْ بالعبارةِ مِنْ عبارة!
أما والله هذا حالُ جيلٍ
لهذا المال قد أبدى اختيارَه
بريقُ المالِ يُفقِدُهم صوابًا
فقالوا: المالُ والجاهُ الحضارة!
وتلك نتيجةٌ قدْ أنتجتْها
مخالفةُ الأصولِ على جَسارَه
فيا ويحَ الفقيرِ لدى أناسٍ
رأوْا في فقرهِ المكروهِ عارَه
فصبراً ثمَّ صبراً يا فقيرًا..
لعلّ الله يرزقك البشارَة
ويرفعُ عنكَ داءَ الفقر يوماً
فتَكسبُ بعضَ حقِّك في جَدارَة
ومن المدينة المنورة مأوى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاركنا فضيلة الدكتور أحمد بن عبدالله العمري؛ فقال:
رجال العلم رغم أُنوف قوم
لهم في ساحة المجد الصدارة
هم الورّاث للهادي يقيناً
هم البانون حقاً للحضارة
هم الهادون للجنات قوما
نأوا بالجهل عن أغلى تجارة