في 28 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 12 ديسمبر 2023م صدر أمر سمو ولي العهد بتعيين سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيساً لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، وسبقه تكليف الأمير خالد بن طلال بن بدر آل سعود أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية، ليستمر اهتمام قادتنا ورعايتهم لمكتبة الملك فهد، المكتبة الوطنية للمملكة العربية السعودية.
والمكتبات الوطنية هي المكتبات المناط بها جمع وحفظ وصيانة الإنتاج الفكري للدولة، وهي مؤسسة من المؤسسات الأساسية للدولة؛ حيث تحمل رسالة التنوير والمشاركة في فكر الأمة، كما أنها تحرص على اقتناء عيون الإنتاج الفكري الصادر في الدول الأخرى، بالإضافة إلى دورها في النهوض بمهنة المكتبات والمعلومات، والربط بين المكتبات، والتعاون معها في إطار نظام وطني للمكتبات والمعلومات.
ولمكتبة الملك فهد الوطنية قصة جميلة، حيث أراد أهالي مدينة الرياض التعبير عن مشاعر الحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد- رحمه الله - بمناسبة توليه مقاليد الحكم عام 1402 هـ - وذلك بإقامة معلم تذكاري، فكان الإعلان عن مشروع المكتبة والذي حظي بدعم مادي من الدولة نفسها.
بدأ تنفيذ المشروع في عام 1406هـ تحت إشراف أمانة مدينة الرياض، وفي عام 1408هـ تكونت إدارة مؤقتة؛ تفرغت للتخطيط لعملية تنمية المجموعات وتنظيمها وإعدادها، ووضع نواة الجهازين الإداري والفني لها، وفي عام 1409هـ تم البناء والتأثيث والتجهيز.
لقد تمكنت مكتبة الملك فهد الوطنية خلال المدة الوجيزة منذ إنشائها من تحقيق كثير من الإنجازات الطموحة، التي انطلقت أساساً من تكوين البنية الأساسية في التنظيم وتطوير الكوادر البشرية وتنمية مقتنيات المكتبة وتجهيزاتها اللازمة، لتنفيذ مهامها، وتحقيق أهدافها في مجالات التوثيق وحفظ الإنتاج الفكري السعودي، وتقديم الخدمات المعلوماتية، بما يتلاءم مع التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية.
وبعد أكثر من أربعة عقود من العمل، ونتيجة الجهود التي يبذلها قادة المكتبة، ورغبة في إتاحة المكتبة مصادرها لكل المستفيدين مجاناً، وبمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف؛ دشنت مكتبة الملك فهد الوطنية مبادرة «الوصول الحر» لإصداراتها المختلفة في علم المكتبات والمعلومات والتاريخ والتراث السعودي. وتهدف المبادرة إلى إتاحة الوصول المجاني إلى مجموعة واسعة من مطبوعات المكتبة المتنوعة لجميع أطياف المجتمع، وذلك إيماناً منها بأهمية المعرفة ودورها في تنمية الفرد والمجتمع.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود المكتبة المتواصلة في دعم ثقافة القراءة والبحث العلمي، وتعزيز دورها كمركز معرفي رائد في المملكة العربية السعودية، كما أنها تتسق مع الاتجاه العالمي لتعزيز ما يعرف بالعلم المفتوح Open Science والذي دعت إلية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عبر توصية مشروع العلم المفتوح عام 2021.
وستخدم المبادرة مستفيدي المكتبة الحاليين والمحتملين، وتعزز من الشراكات مع القطاعات الخاصة والحكومية وشبه الحكومية بما في ذلك الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة المكتبات، هيئة البحث والتطوير والابتكار، والجمعيات والمكتبات العامة والمتخصصة والأكاديمية، إضافة إلى الأقسام الاكاديمية والمراكز البحثية في مجال المكتبات والمعلومات والنشر.
تُركز المبادرة على استخدام نهج «الوصول المفتوح» (Open Access) الذي يُمكّن المستخدم من قراءة الكتب العلمية والأدبية دون قيود من خلال رخص المشاعات الإبداعية (Creative Commons- CC) الذي يشير إلى الوصول المجاني للمصادر عبر الإنترنت، مع بعض حقوق إعادة الاستخدام، والتي تتطلب جميعها نسب العمل إلى المؤلفين الأصليين. وتُساهم هذه المبادرة في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تعزيز ثقافة القراءة والبحث العلمي ونشر المعرفة وتسهيل الوصول إليها للجميع.