اقترب الحدث، والجميع مستعد لهذه البطولة التي تمثل للخليجيين إرثاً كبيراً وقيمة مختلفة عن أي بطولة أخرى، ومنها أتى سؤالي لهذا اليوم، هل تحقيق هذه النسخة من البطولة مهم للمنتخب السعودي؟
تمثل بطولة كأس الخليج أهمية كبيرة للمنتخب السعودي، فهي ليست مجرد بطولة إقليمية تُضاف إلى سجل الألقاب، بل محطة رئيسية لاختبار جاهزية المنتخب وتعزيز الثقة لدى اللاعبين والجماهير. ومع استمرار التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة، فإن الفوز بهذه البطولة يحمل في طياته آثارًا إيجابية تتجاوز المدى القصير، ليشمل تحضير المنتخب لتحقيق إنجازات أكبر على المستوى القاري والدولي، فالفوز بكأس الخليج يُمثل دفعة معنوية كبيرة للمنتخب السعودي، ويثبت قدرة اللاعبين والجهاز الفني على تحمل الضغوط وتحقيق النتائج الإيجابية في المنافسات الرسمية، ويمكّن اللاعبين من دخول مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم بمعنويات مرتفعة، وثقة أكبر بقدرتهم على مواجهة المتنافسين.
كما أنها فرصة مثالية لرينارد لتجربة الخطط التكتيكية وتحليل أداء اللاعبين واكتشاف نقاط القوة والضعف في الفريق، من خلال المشاركة في مباريات تنافسية على مستوى عالٍ يستطيع الجهاز الفني إجراء تعديلات ضرورية لضمان تحقيق أفضل أداء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حيث لا مجال فيها للأخطاء، إضافة إلى أن كأس الخليج يضع المنتخب في أجواء تنافسية مماثلة لتلك التي سيواجهها في التصفيات المونديالية، وهذه الأجواء تمنح اللاعبين الشباب تحديداً خبرة أكبر في التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية، فوز المنتخب السعودي بكأس الخليج هذه النسخة تحديداً ليس مجرد رغبة، بل ضرورة استراتيجية تعكس تطور كرة القدم في المملكة، وهذا الفوز إن تحقق سيكون خطوة كبيرة نحو تحقيق الأهداف الأكبر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكل خطوة نحو تحقيق هذا المنجز تُعد مكسبًا للرياضة السعودية ككل.
** **
محمد العويفير - محلل فني
X:owiffeer