في كل مرحلة من مراحلنا العُمرية نعيش عَقْدًا جديدًا نجدد فيه عَقْدًا مضى، وسلوكًا عَبَرَ، ومشاعر هَرِمَت، وخبراتٍ عتيقة؛ أي أننا نخلع رداءً أصابه تمزُّق، ونرتدي رداءً آخر نَصِفُه (بالْمُعتَّق).
في تلك العقود تغيُّرات عميقة ما هي إلا نتيجة تفاعلات كيميائية لعلاقات اجتماعية وخبرات، وعقبات ومطبات نتائجها تستحق أن نقف عندها وقفة تغيير وتجديد، وخلق روابط جديدة لمشاعرنا المسافرة بين جدال وحوارات عقيمة، وتصرفات لا تليق.
في هذا العَقْد الجديد أنت مدعُوٌّ إلى طاولة صناعة الفارق، ووضع حجر الأساس لنفسك أولًا ولمحيطك ومجتمعك. وهو الذي سيصنع مصدرًا مهمًّا لسعادتك في العلاقات المستقرة مع الآخرين، وإن لم تستطع فأنت لن تنجح.
قدرتك على صناعة هذا الفارق، وتجاوُزك تلك المرحلة التي تُسيء إلى وجودك؛ تعني مرحلة مهمة بالنسبة لك من خلالها أنت تملك القدرة على إسعاد نفسك، وتحريرها من السلبية التي أصبحت هي المحرك لسلوكك.
نحن نعيش بمبادئنا وقيمنا الإسلامية التي أوصانا بها ديننا، فالوقت ليس بفنجان قهوة تديره متى شئت وتُنهي ما بداخله برشفة أو اثنتين.. الوقت كرُمْح يخطف بصرك ويستقر مغروسًا في الهدف.
هناك أزمة تعيشها وتشعر بأنك قد استسلمت لواقع مؤلم
تشعر بعدم استقرار مشاعرك نحو الآخرين
تشعر بأنك قد بدأت بالبعد عن أشخاص كانوا بقربك
غيِّر خطتك.. أَبْرِمْ عقدًا جديدًا..
فرحلتك الداخلية لذاتك ستعيدك مُجددًا، ستغير من سلوكياتك، وتجد الطريق الذي يجعلك تتجاوز وتشعر بالحرية، فكم من جدار ليس له سُلم لتصل إلى قمته، ولكنْ ثمة أفكار وطرق تجعل الوصول إلى قمة الجدار أسهل.
سلوكك وأهدافك وأولوياتك هي تخطيطك ورسمك، لنَكُن حريصين عليها، لنعود رويدًا رويدًا إلى الحياة والأصدقاء وأهلينا أولًا وآخرًا.
أنا وأنت نكْبر، وتُشغلنا الحياة، وننسى من الواجبات الكثير.
فلماذا نترفع عن تحية الإسلام عند الدخول، وصباح الخير، ومساء الخير، ويومك سعيد، والكثير من لطيف الكلمات؟ هي ليست مجرد كلمات، بل هي صناعة مشاعر تجعل القبول والانبساطية والضمير الحي جوهر صفاتنا الشخصية.
وقفة:
من علامات النضج أن تتعلم متى تتجاوز، ومتى تكون ثابتًا.