في زمن كثرة وسائل التواصل لماذا قل التواصل؟ سؤال يرادوني بين الفينة والأخرى بخلاف وقت مضى لم يكن من وسائل التواصل سوى هاتف أو رسائل بريدية وكان لها أثر بالغ وتأثير كبير في نفس متلقيها، حيث تحمل شعور محبة أو إحساس اشتياق يعيش بعدها مستقبلُها سعادةً غامرةً وأنسًا رائعًا في حياة مليئة بالمشاغل والمشاكل والأحداث والضجيج رآيًا بهذا التواصل الوجه الجميل للحياة فيستمتع بها ويتفاءل فيها شاعرًا أن الحياة ما زالت بخير ولا يزال فيها الأوفياء والأصفياء فتقوى أواصر الأخوة والمحبة بينه وبين إخوانه وأحبابه وأصدقائه ولكن في هذا الزمن مع الثورة المعلوماتية وتيسر شأن التواصل من خلال تعدد وسائله وكثرتها خفت في فضاءات الناس بريق التواصل المسعد المؤنس الذي يخفف على الناس ما يواجهونه من أكدار الحياة ومنغصاتها فهناك مريض يحتاج إلى دعوة صادقة تفرحه إن عزّت الزيارة وآخر مكلوم بفقد عزيز ينتظر مواساةً تحمل دعوات طيبات تخفف هول مصابه إن لم يتيسر الحضور وهناك عريس ينتظر من يشاركه فرحته بكلمات رقيقة وتهان جميلة ومثلهم ممن منَّ الله عليه بنعمة أخرى كنجاح دراسي أو ترقية وظيفية أو نحوها ثم يفقدون كلمات حانيات هي أغلى على قلوبهم من الدينار والدراهم وشعوراً نبيلاً يعيشون به لحظات جميلة أيامًا عديدةً تتجدد ذكراها عندهم بين آونة وأختها. ألم يعلم الإنسان أن في تواصله مع أحبابه وأصدقائه دواءً وهناءً وأجرًا وثوابا؟ حياتنا قصيرة وإلى فناء وزوال؛ فما أجمل أن نترك أثرًا طيبًا وذكرى جميلة في نفوس الناس أجمعين قبل رحيلنا من هذه الحياة بتواصل راق يوثق عرى الأخوة والمحبة في قلوب بعضنا بعضا! وهنا أختم بهذه القافية التي جادت بها القريحة تأكيدًا لما دعوت إليه في مقالتي:
بالشعر أطرق في أحبابنا بابا
وأرتجي الله رب العرش وهابا
أبغي مسرة أحبابي وتسعدني
رؤياهم لمغاني الأنس أصحابا
الجود بالحس فيه الأجر فاهتبلوا
ولتبذلوا في سبيل الله أسبابا
لم التصحر في الإحساس منتشر
بين الأنام؟ لماذا اللطف قد غابا؟
ما أجمل البذل بالإحساس إخوتنا
إن جاء صدقًا فعيش الناس قد طابا
القلب يرقص من حلو الشعور فهل
ستسعدون به يا صحب أحبابا؟