أن تعيش مع نفسك بسلام وهدوء أمر مرغوب لكنه يحتاج إلى بداية وإصرار وابتعاد.. بداية بلا توقف.. وإصرار على الإكمال حتى النهاية.. وابتعاد على المتشائمين والمثبطين..
كنت أحس بالألم قبل التوجه إلى المستشفى.. بعد الوصول أصبح ألم البحث عن عرق لوضع الإبرة أكثر.. حقاً متعب، استسلمت بعد فترة وجهد وتم وضع الإبرة في جانب الرقبة.. تذكرت {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.
بدأ مفعول المهدئ قبل البنج يعمل لموازنة الضغط ودقات القلب قبل أن أغوص في ظلمات الجب أثناء ذلك تذكرت كل شيء بلحظة..
تذكرت أبي الذي رحل.. وأمي التي تعاني.. تذكرت إخوتي وسندي وتذكرت حبيباتي أخواتي.. تذكرت زوجتي وأولادي البعيد والقريب..
أحب القريب منهم وللبعيد أرسل تحياتي..
تذكرت من أضحكني ومن أبكاني..
ومن رسم ابتسامتي ومن أذاني..
تذكرت حطام السنين وأوراق السرور القديم..
ومن في لقياه أمل لسعادة يوم ثان..
تذكرت أحباباً من سنين كثيرة رحلوا ولم أزل.. أحمل قلباً به صباح للقياهم وهناك أمل..
أراهم في كل زاوية وفي كل ساعة..
أحباب ليس لهم مثيل وليس لهم بدل..
في زاوية العناية الفائقة عرفت معنى الحياة..
عرفت القلوب المتوهجة بالحب حتى بعد الممات..
الحياة لا تحمل صهيل الفرس ولا تسأل عن موت الحب في القلوب..
فقط تعترف لك على مدى السنين أن التضحية أعلى من الشبهات..
من لم يتعلم الاحترام فلا يدخل البحر من أوله.. وأن استحق الحياة لن يسمع أحد وجعه وصرخته..
قد تستمر به الأيام لكن لن يجد من يسامره.. أو يواسيه أو حتى يمسح دمعته..
بلغت من العمري قرابة سبعا وأربعون خريفاً.. ليس دليل الحب أن تكون نحيفا..
عاشرت أصنافاً عديدة في حياتي..
كسبت صديقاً ومحباً وكسبت أيضاً حليفاً..
خاتمة خاصة لعلها تصل
كتب الصحفي الراحل أخي وشقيق صالح العزاز -رحمه الله- في أحد مقالاته «هل تعرف معنى أن لا يكون باستطاعتك الذهاب بنفسك إلى الحمام؟
إذا جربت هذا الأمر فلا بد أن تعرف معنى حقوق المعاقين وحاجتهم إلى مجتمع متحضِّر»
رحل صالح وبقيت أحرفه لعلها تجد من الأحياء من يقرأها ويفهمها..