يتجدد احتفالنا كل عام بذكرى اليوم الوطني، ومعه يتجدد اعتزازنا وفخرنا بهذا اليوم التاريخي الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله - عن قيام المملكة العربية السعودية طاويا صفحات من الفوضى والحروب والانشقاقات والتشتت والتمزق ، ومؤسسا دولة قوية فتية ، وقام بتوحيد أرضها وإنسانها وهذا سر قوتها ومنعتها واستعصائها على الطامعين ، وحكم هذه الدولة مترامية الأطراف على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ورفع علم التوحيد عالياً خفاقا مبشراً بقيام دولة لها شأن عظيم ومستقبل زاهر ومقعد رفيع بين الأمم.
وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ 94 لليوم الوطني وبلادنا تنعم بالأمن والاستقرار والوفرة والرخاء وتشهد نهضة تنموية واسعة، وتطوراً كبيراً في مختلف المجالات ولله الحمد، وذلك بفضل الله تعالى ثم برؤية ولاة الأمر - حفظهم الله - وبنتائج وتباشير رؤية 2030 التي تحمل الكثير من الخير والتقدم للمملكة العربية السعودية، وتتواصل مسيرة البناء بجهود أبناء الوطن وتلاحمهم مع قيادتهم الرشيدة وهذا التلاحم هو صمام الأمان لمستقبل المملكة، وفي احتفالنا بهذه المناسبة الغالية على نفوسنا نستحضر البطولات التي قام بها الملك المؤسس – رحمه الله - والتضحيات التي قدمها رجاله الأوفياء من أجل قيام هذا الكيان الكبير الذي أصبح له مكانة مرموقة بين دول العالم، بل صارت المملكة تلعب دوراً محورياً عالمياً في المال والاقتصاد والأمن والسلام وفي مختلف المجالات، وأصبحت تتقدم العديد من الدول في قطاعات حديثة وتحقق مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية.
وقد توالت الإنجازات طيلة العهود التي تلت عهد الملك المؤسس مسترشدين بحكمته ورؤيته وسالكين طريقه ومحدقين نحو الأفق البعيد باحثين للمملكة عن موقع يليق بعظمتها وتميزها ومقامها كحامية لحمى الحرمين الشريفين والعالم الإسلامي، فشهدت المملكة طفرات اقتصادية خلال العقود الماضية وتوجت تلك النقلات بوثبات نوعية في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حيث حققت بلادنا مراحل جديدة من التطور والنماء والتقدم في مختلف المجالات وزاحمت الدول المتقدمة من خلال التميز في قطاعات حديثة فأصبحت المملكة منافساً قوياً في عدد من المجالات وبيئة جاذبة للاستثمارات بفضل بنياتها التحتية وقدراتها التمويلية وما تتميز به من أمن واستقرار ونظام مالي ومصرفي متطور وشبكة اتصالات حديثة، وطرق ووسائل نقل على مستوى رفيع.
القيادة الرشيدة –أيدها الله – حرصت على توفير كافة احتياجات المواطن، وتحقيق الأمن والأمان والخدمات ووسائل الراحة لضيوف الرحمن والزوار والسياح وكل قاصدي أرض الحرمين الشريفين.
كما حرصت على تعزيز مكانة المملكة الدولية وحضورها الفاعل في المحافل العالمية وعملت على تطوير كافة القطاعات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف، مما جعل العالم كله يعرف المملكة وقدراتها وجغرافيتها والمناطق السياحية فيها فضلا عن أنديتها الرياضية بعد أن أصبح الدوري السعودي جاذباً لنجوم العالم في كرة القدم، كما اصبحت بلادنا جاذبة للسياح من مختلف اصقاع الدنيا ولمختلف انواع السياحة. حفظ الله بلادنا من كل شر ومكروه، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومتعهما بتمام الصحة والعافية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
***
- مساعد بن محمد السيار