البعض من الأشخاص يعيشون في حالة من الخوف والتردد عند التعبير عن آرائهم. حيث يخشون التهمة بالخشونة في نبرتهم الصريحة عندما يجسدون صراحتهم. ومع ذلك، فإن الصراحة لا تعني بالضرورة الخشونة. وأرغب في التحدث عن هذه الموضوع كوني وصفت سابقًا بصاحبة القلم الخشن في تعبير عن صراحتي في ذلك المقال.
يعزز الخوف من الحقيقة عند البعض، بسبب خوفهم من التعرض للاستجواب أو التقويم السلبي، مما يترددون في مشاركة تجاربهم وشعورهم الحقيقية خوفًا من الانتقاد أو الانزعاج من الآخرين. وتكمن جذور هذا الخوف في رغبتهم في المحافظة على صورة إيجابية أو الابتعاد عن الصراعات الاجتماعية.
عندما يجسد الأفراد صراحتهم، ويعبرون عن الحقيقة بنبرة أو تعبيرات قوية، يتم اتهامهم بالخشونة. ومع ذلك، فإن نبرة الصوت والتعبير القوي لا يعني بالضرورة الخشونة. قد يكون للشخص الصراحة والتعبير القوي لأنه لا يرغب في إخفاء شعوره أو تضمينها. وقد يكون يرغب في توصيل رسالته بوضوح ودون تشويه.
ويمكن أن تكون الصراحة القوية طريقة للتعبير عن الحقيقة على نحو بناء وفعَّال. وقد يكون لدى الأفراد الذين يتبنون هذا النمط طبيعة قوية وحماسية، وهم يعبِّرون عن أفكارهم وشعورهم بوضوح. حيث تتيح الصراحة البناءة فرصة للنقاش والتغيير الإيجابي، وتعزز الفهم والتواصل الصادق.
بدلاً من التهمة بالخشونة، علينا أن نفهم مواقف الأشخاص أولاً قبل البدء في إصدار الأحكام عليهم طالما أنهم لم يتسببوا في أي إضرار لأحد، ويمكن للأشخاص الذين يتبنون الصراحة القوية تحويلها إلى فن، حيث يمكنهم تعليمهم كيفية التعبير عن الحقيقة ما يمرون به بطريقة مؤثرة، ولا يترددون في أن يخرجوا ما بداخلهم دون أن يتسببوا في ضرر للآخرين. يمكن تحقيق ذلك من خلال أن لا تبالي في الصورة الإيجابية التي يرسمها الناس عنك وكيفية استخدام نبرة الصوت واستخدام الكلمات والعبارات التي تعبر عن الرأي بوضوح واحترام.
في النهاية، يجب أن ندرك أن الصراحة القوية لا تعادل الخشونة. التي يخاف البعض من التعبير بها عن حقيقة ما يشعرون به وما يحدث معهم، بسبب الخوف من التهمة بالخشونة في نبرتهم وتعبيرهم. توقفوا عن الخوف من التحدث عن شعوركم، وأطلقوا العنان لأنفسكم بأن تشعروا براحة في التكلم بما يجول في خواطركم، اعلم أن ذلك يتطلب وقتاً وأسلوباً معيناً في التحدث بالنبرة الصحيحة والتحكم بطبقة الصوت واحترام الآخرين واستخدام الكلمات المناسبة. بالتوازي مع ذلك، يجب أن يكون لدى الآخرين القدرة على استيعاب الصراحة والتعامل معها على وجه بناء ومفتوح.
لذا، ينبغي تشجيع بعضنا للتعبير عن حقائق ما نشعر به بكل صراحة، مع الحفاظ على الاحترام والاهتمام بتأثير الكلمات والنبرة على الآخرين. فالصراحة البناءة قادرة على تعزيز التواصل الصادق وتحقيق التغيير الإيجابي في حياتنا ومجتمعاتنا.