كَبِرنا دون أن ندري..
في غفلةٍ منا قد خدعنا الزمن..
وجدنا أنفسنا على أبواب..
مرحلةِ السفر الأخير..
دون أن ندرك سرعة قطار الزمن..
ركب بعضنا عربة القطار السريع..
لم يمهله الوقت كثيرا..
لإقامة مراسم الوداع بما يليق...
وصل المحطة الأخيرة قبلنا..
كم من حبيب قد مضى..
لم يتح له وداعنا قبل السفر..
تركوا لنا الذكريات تعذبنا..
لم يِعودوا من رحلتهم الأخيرة..
هلا اغتنمنا الوقت المتاح..
مما تبقى من الوقت لنا..
قبل الوداع والسفر..
لتصفوَ منا النفوس..
وتبيضُ منا القلوب..
وتُشحذ منا العقول..
تتعانقُ منا القلوبُ..
لتتوحد فينا الرؤى..
وتتشابك منا الأيدي..
تتوحد لدينا المناجل والمعاول..
كي نزرع حقولنا ببذور الحب والعطاء..
ونجني منها ثمار الوفاء...
نحصد منها الحصاد الوفير..
قبل أن يحلَّ علينا موسمُ الجفاف..
فلا أرضاً زرعنا..
ولا قمحاً حصدنا..
مهما طالَ بنا الزمن..
فلا تزرع الأرض مِلحا..
وتنتظرُ فيها الحصاد..
حَذاري من لعبة الوقتِ والزمن..
حَذاري من لعبة المكانةِ والمكان..
لا المكانةُ ولا الزمانُ يحميانِك..
إن حانَ موعِدُ الرحيل..
وحلَّ موعدُ السفر الأخير..!