الثقافية - علي القحطاني:
أشاد معالي الدكتور حسام بن عبد الوهاب زمان بالجهود المتميزة جداً التي تبذلها وزارة الثقافة في إعادة إنتاج الثقافة في قطاعاتها المختلفة، وطبيعة الإنجازات المتسارعة للوزارة والجهات التابعة لها، ومن ضمنها «هيئة الأدب والنشر والترجمة»، وفي لقاء لـ»الثقافية» مع د.حسام بن عبد الوهاب زمان مديراً ومؤسساً لمركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز، مديراً لجامعة الطائف، رئيساً لهيئة تقويم التعليم والتدريب عضواً في مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة تحدث عن جهود معاليه إبان إدارته لجامعة الطائف في البرنامج الثقافي لسوق عكاظ وقراءته للمنجز الثقافي لمشروع أكاديمية الشعر العربي، وجائزة الأمير عبد الله الفيصل الشعرية، وما حققته من إنجازات طوال دوراتها الخمس الماضية. وأثنى د.حسام زمان على ما يبذله د. موافق الرويلي والجهد الموفق والمشكور عبر حسابه في تويتر في الكشف عن الشهادات المزوّرة والمقالات العلمية المسروقة، وكان له أثر جيد في كبح حمى الشهادات المزوّرة، وقد دعمت هذه الجهود الفردية بعض التشريعات والتنظيمات التي جرّمت استخدام الألقاب العلمية لمن لم يحصل عليها بالوسائل والطرق المعتمدة نظاماً من الجهات المعنية في وزارة التعليم أو مجلس شؤون الجامعات، وكانت خاتمة اللقاء مع د.حسام بن عبد الوهاب زمان بالحديث عن تطورات التقنية في مجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وما تحققه من نقلة نوعية في مجالات التعليم والتدريب والثقافة وصناعة الإنسان.
«هيئة الأدب والنشر والترجمة»
تبارك «الثقافية « لمعاليكم اختياركم عضواً في مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة برئاسة سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان ما هي تطلعاتكم للمساهمة في خدمة هذا القطاع الثقافي الحيوي، وفي مسيرة تطويرها المستمر؟
أشكركم على التهنئة، وأجدها مناسبة لرفع خالص آيات الشكر والتقدير لقيادتنا الحكيمة على الثقة الكريمة، وللإشادة بالجهود المتميزة جداً التي تبذلها وزارة الثقافة في إعادة إنتاج الثقافة في قطاعاتها المختلفة، وطبيعة الإنجازات المتسارعة للوزارة والجهات التابعة لها، ومن ضمنها هيئة الأدب والنشر والترجمة، فجميعنا شهد تتابع معارض الكتب الدولية، والفعاليات المميزة المصاحبة لها، والزخم المحلي والإقليمي والدولي لهذه المناسبات التي جابت مناطق المملكة، ومبادرات إحياء وتعزيز أدوار جديدة في ثقافتنا مثل الفلسفة، التي حظيت بمؤتمرها الدولي الثالث في الرياض قبل أشهر، هذه إضافة إلى صناعة مبادرات جديدة لتعزيز دور النشر المحلي مثل الوكالات الأدبية. الانضمام لمجلس إدارة الهيئة في هذه المرحلة، يحمل مسؤولية كبيرة للأعضاء للعمل على استكمال المسيرة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة وقطاع الثقافة عموماً، وفق رؤية المملكة 2030، وتعزيز التكامل والتعاون بين القطاعات المختلفة لتحقيق هذه المستهدفات، وكممارس في مجال التعليم، فإنه من الضروري التأكيد على الترابط الشديد بين مجالي الثقافة والتعليم، حتى أن عميد الأدب العربي د. طه حسين، خصص لأحاديث التعليم وقضاياه أكثر من ثلثي كتابه في «مستقبل الثقافة»..
المؤسسات الأكاديمية والثقافة
في مقال نشر لكم مؤخراً تحدثت عن كونك ضمن المجموعة الأولى من قيادات الجامعات التي تم تعيينها في شهر يوليو 2016 عقب إعلان رؤية المملكة 2030، وكانت أولى الأنشطة الخارجية التي أشرفت عليها في الشهر الأول من عملك مديراً لجامعة الطائف هو البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، هل تظن أن الثقافة والشأن الثقافي هو من أدوار الجامعة والمؤسسات الأكاديمية؟
في أدبيات العمل الجامعي تتوزع وظائف الجامعة بين التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، والعمل الثقافي - من وجهة نظري- هو أحد أهم الأدوار في خدمة المجتمع التي من المفترض أن تقوم بها الجامعة. وفي حراك مثل الحراك الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي صنعته رؤية المملكة 2030 منذ أعلنها سمو سيدي ولي العهد عام 2016، فإني أرى أن الجامعة - كل جامعة - مسؤولة أولاً عن صناعة تغيير ثقافي حقيقي وعميق داخلها، ومسؤولة ثانياً عن قيادة التحول والمساهمة في الحراك الثقافي في محيطها لأجل ذلك، كانت صناعة التغيير داخل الجامعة من خلال ثقافة عمل مختلفة ومتجددة على رأس الأولويات في جامعة الطائف حينها، وكعضو في فريق مميز من القيادات الأكاديمية الشابة من أبناء وبنات الوطن في جامعة الطائف فإني فخور بالأوليات التي حققتها الجامعة في هذا الإطار، فإعادة هيكلة الجامعة من خلال دمج الوكالات والعمادات واعتماد منهجية الإدارة الرشيقة، وإزالة الحواجز المادية والثقافية بين شطري الجامعة، وتفعيل مشاركة المرأة السعودية في قيادة العمل الجامعي، وتفعيل دور البحث العلمي في خدمة المجتمع، وصناعة تحول برامجي لجميع تخصصات الدراسات العليا والبكالوريوس من خلال مراجعة شاملة للبرامج وإعادة تصميمها بالشراكة مع ممثلين من قطاعات سوق العمل المستهدفة. هذه المبادرات التحولية الرائدة لجامعة الطائف صنعت في ذلك الوقت ثقافة مؤسسية متحفزة للتطوير والتحسين والمراجعة المستمرة وعلى صعيد الشأن الثقافي بمعناه المتعارف عليه، وكجامعة تقع في مدينة تعتبر إحدى منطلقات الثقافة العربية منذ عصورها الأولى، وفي ضواحيها بعكاظ كان يجتمع فحول الشعر العربي، فقد كان من الضروري المبادرة لقيامها بدورها الثقافي، والتأكد من جاهزيتها لذلك، فتأسست بها إدارة الشؤون الثقافية، كأول إدارة من نوعها في الجامعات السعودية حتى ذلك التاريخ، واستضافت ولأول مرة في المملكة مناقشة تقرير التنمية الثقافية السابع الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، كما أتمت إعادة ترتيب البيت الداخلي لكلية الآداب والعلوم والإنسانية (الحاضنة الأكاديمية للتخصصات الثقافية) واعتمدت تأسيس أول كلية للفنون التطبيقية في الجامعات السعودية تحت هذا المسمى. وقد انعكس هذا الحراك والتحول داخل الجامعة، إلى دورها ونشاطها خارج أسوارها، فجددت الجامعة دورها في الإشراف على البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، ثم في موسم الطائلاحقاً، كما قادت عدداً من المبادرات المجتمعية في محيط محافظة الطائف ومنطقة مكة المكرمة التي تم تنظيمها استراتيجياً تحت مشروع مجتمعي باسم «الطائف من جديد».
مشروع أكاديمية الشعر
مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للطائف في العام التالي 2017، عرضتَ على سموه مشروع أكاديمية الشعر العربي، وانبثقت من هذه الأكاديمية الشعرية جائزة الأمير عبد الله الفيصل الشعرية؛كيف تقرأ هذه الجائزة وما حققته من إنجازات طوال دوراتها الخمس الماضية -واحتفاؤها عبر أفرعها بالتجربة الشعرية والشعر المسرحي والقصيدة المغناة؟
فكرة الأمير خالد الفيصل في الحاجة إلى مؤسسة متخصصة في الشعر العربي رعاية لمواهبه، ودعماً لمشاريعه، وتوثيقاً لحراكه، صادفت لدينا في جامعة الطائف قلباً مترعاً بالتطلعات للحراك والتميز. كان التطلع أن يأتي مشروع الأكاديمية مجسداً لحضور الجامعة ودورها الثقافي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، ومن ناحية أخرى، فقد كنا حريصين في الجامعة، وفي مجلس أمناء الأكاديمية أن يتطور هذا المشروع وفق رؤية منظومة المبادرات الثقافية التي أطلقها سابقاً ولاحقاً الأمير خالد الفيصل مثل مؤسسة الفكر العربي (فكر)، ومركز اعتدال، وجائزة لغة القرآن. هذه الرؤية التي تنطلق من ثوابتنا الثقافية والوطنية، ولكن بنظرة متجددة وأفق منفتح على أشكال من الإبداع لا تنتهي. ومع مرور ست سنوات على تأسيس الأكاديمية، أظنها قد حققت كثيراً من التطلعات المتوقعة منها حين تأسيسها، وقد منحت هذه المبادرة نوعاً جديداً من النشاط والأعمال التي لم تكن مألوفة أو متوقعة من الجامعات في بيئتنا المحلية، من تنظيم جوائز ثقافية عالمية، ومواسم أدبية، ولقاءات فنية، والخروج بالنشاط المسرحي إلى المنصات الإقليمية، وتنويع الأنشطة الطلابية لتضم بين جنباتها نادياً للموسيقى وآخر للشعر. ولم يكن هذا النشاط داخلياً قط، بل إنه فتح أبواباً أخرى للمبدعين والفنانين للولوج إلى الجامعة والتفاعل معها غير بوابة الأكاديمية العتيقة، كما ذكرت لك في إجابتي سابقاً، فهناك تلازم بين الثقافة والتعليم، وارتباط كبير بين أهدافهما وبرامجهما وأثرهما الاجتماعي والاقتصادي والتنموي. ولكن مع هذا التلازم والارتباط، إلا أن القيام به وتفعيله يعتمد بدرجة كبيرة على رغبة وقدرة المؤسسة التعليمية على تجاوز قيودها وأسوارها الداخلية والخارجية للتفاعل مع الحراك المجتمعي من حولها، وأظن أن أكاديمية الشعر العربي قد صنعت ذلك للجامعة في تلك الفترة، ولعله قد آن الأوان للانطلاق في آفاق جديدة في خدمة الشعر العربي والثقافة السعودية وحضورها إقليمياً ودولياً في إطار تنظيمي أكثر استقلالية ومرونة.
الشهادات الوهمية والألقاب الكارتونية
يبذل د. موافق الرويلي عبر حسابه في تويتر في الكشف عن الشهادات المزوّرة والمقالات العلمية المسروقة .. والمصطلح الذي وضعه (هلكوني) مرعبًا ومخيفًا لأصحاب حملة الشهادات الوهمية والألقاب الكرتونية الذين يملكون المال، وينفقونه من أجل أن يضعوا حرف الدال, كيف السبيل لمواجهة هذا التزييف لا سيما في هذا العصر الرقمي والشبكات الهائلة من المعلومات؟
هو جهد موفق ومشكور من د. موافق كان له أثر جيد في كبح حمى الشهادات المزورة، والأوسمة الزائفة التي شاعت في وقت من الأوقات لأسباب متعددة تعود في أكثرها إلى التقدير المبالغ فيه لقيمة الشهادات. وقد دعمت هذه الجهود الفردية بعض التشريعات والتنظيمات التي جرّمت استخدام الألقاب العلمية لمن لم يحصل عليها بالوسائل والطرق المعتمدة نظاماً من الجهات المعنية في وزارة التعليم أو مجلس شؤون الجامعات. وأظن أن خطورة هذا التزييف تزداد إذا تحول الأمر من الأفراد إلى المؤسسات. ولذا، فقد عملنا ضمن فريق عمل مميز في المركز الوطني للاعتماد الأكاديمي إبّان رئاستي لهيئة تقويم التعليم والتدريب على استكمال الجهود ومحاربة نوع آخر من الشهادات الوهمية والمزورة، أعني بها الشهادات التي تمنح للمؤسسات، وتشهد لها بمستوى من الجودة والتميز. فقد أصدرت الهيئة حصراً بالجهات الدولية المحترمة التي يعترف باعتماداتها الأكاديمية كشهادات جودة يمكن لجامعاتنا الوطنية التقدم لها والحصول عليها، وتمأسس هذا العمل من خلال تضمينه ضمن نظام الجامعات الجديد. وفي نفس الإطار، وللتعامل مع حمى تصنيفات الجامعات، وظهور مؤسسات تجارية ربحية تنشر تصنيفات للجامعات متفاوتة في جودتها وموضوعية معاييرها، فقد أطلقت الهيئة في ورشة عمل بالشراكة مع عدد من الجامعات الوطنية ولأول مرة مشروع التصنيف الوطني للجامعات السعودية عام 2020، هذا المشروع الذي يهدف إلى تطوير معايير للتصنيف أكثر موضوعية تعتمد على عناصر إنجاز حقيقية داخل الجامعات في وظائف البحث العلمي والعملية التعليمية وخدمة المجتمع، في مواجهة إيجابية للتصنيفات التجارية المعتمدة على مؤشرات غير معيارية. عوداً لسؤالك، نحن في عصر رؤية السعودية 2030 نعيش في بيئة لا تتقبل البهرجة وانتحال الإنجازات وادعاء نجاحات غير حقيقية سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، وتطورت لدينا بحمد الله الأدوات التنظيمية والمبادرات الوطنية للفحص والتدقيق مستفيدة في ذلك من أفضل التقنيات الحديثة المعتمدة على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، بحيث غدونا بيئة طاردة لهذا النوع من التزييف والتضليل.
الأكاديمي والقضايا الاجتماعية
هل الأكاديمي مطالب أن يبقى حبيس تخصصه في البحث والرأي والدراسة أم ينطلق في إبداء آرائه في القضايا الاجتماعية والشأن العام وكيف تقيّمون هذه التجربة على ضوء مشاركتك في الصحافة ووسائل الإعلام المرئية منها والمسموع؟
الأمر من وجهة نظري يعتمد على الأكاديمي نفسه ومدى رغبته واستعداده للمشاركة للعامة. فليس لدى كل الأكاديميين الرغبة للمشاركة في قضايا الشأن العام، وبعضهم يرى «محقاً» أن بحثه العلمي ومجاله الأكاديمي أولى بوقته وجهده، ويفضل أن تكون مشاركته محصورة في تلك القضايا التي تتطلب خبرته ومجال تخصصه. ومن ناحية أخرى، فإن للمشاركة في القضايا الثقافية وقضايا الرأي العام متطلبات وواجبات أخرى، أهمها التأسيس العلمي المتنوع في مراحل التكوين المبكرة، وتنوع الاهتمامات الثقافية من خلال القراءة والاطلاع والمتابعة عبر الوسائل المختلفة، وقبل ذلك وبعده، درجات عالية من التواضع والمرونة الفكرية التي تجعل الأكاديمي يستثمر منهجياته العلمية في تناول قضايا الشأن العام، ولكن بعيداً عن تراتبياتها وبتخفف كبير من مصطلحاتها المتخصصة. تجربتي الخاصة في المشاركة تجربة محدودة حتى الآن في إطار المشترك بين التعليم والثقافة والتنمية، وأظنها لا تزال في طور التشكل والبناء، وأجدها مثرية ومفيدة لي في تحسين تجربتي الإدارية والأكاديمية.
الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة
شهد العالم في سنواته الأخيرة ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، ظهرت آثارها في معظم مجالات الحياة،. في مجال التعليم والثقافة، كيف هي نظرتك إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟ هل تنظرها بمنظار التحدي؟ أم تعدها أيقونة تحدث نقلة حقيقية وطفرة علمية؟
بكل تأكيد، التطورات التقنية في مجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مجالات التعليم والتدريب والثقافة وصناعة الإنسان، ستنقلها وتنقلنا جميعاً إلى عوالم جديدة نركز فيها على الجوانب الأكثر أهمية من التواصل الإنساني والتفاعل البشري والتعليم الأكثر ملاءمة للاحتياجات الفردية للمتعلم. إن التطبيقات التي توفرها هذه التقنيات في مجالات تحديد المعارف والمهارات التي يحتاج إليها كل فرد، وتقديمها من خلال الوسائل الأكثر مناسبة له، وتقييم تعلمه بأدوات وأساليب متنوعة وغير تقليدية، جميعها أمور كانت بمثابة الأحلام لأصحاب التوجهات الإصلاحية في التعليم. في المقابل، فإن الأرشيفات ما زالت تحتفظ بمقالة نشرتها مجلة نيوزويك الأميركية عام 1980 تحذر من خطر عارم على التعليم من جراء الاختراع الحديث وقتها (الآلة الحاسبة). وفي نفس الإطار، نشرت مجلة «العلوم science» العالمية العريقة عام 1995 مقالة تحذيرية من البروفيسور إلي نيوم Eli Noam ينذر فيها المجتمع العلمي من مخاطر الانترنت على مجتمعات التعلم التقليدية في الجامعات والمدارس. وكلنا يعلم اليوم كيف ساهمت هذه الأدوات حينها وما زالت في زيادة فرص التعليم وتحسينه وتطويره، وإعطاء فرصة للتركيز على أنشطة تعليمية أكثر إنسانية وأبعد أثراً لا يمكن للآلة أن تقوم بها، أو لن تقوم بها كما يقوم بها الإنسان للإنسان. لا أعتقد أبداً أن دور المعلم سيختفي في عالم الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، بل العكس، أظن أن دوره سيكون أكثر أهمية، وعمله سيكون أكثر تركيزاً على الجوانب الشخصية والإنسانية، وبدلاً من تلقين المعارف سيتحول دوره إلى توظيفها. وفي هذه البيئة، فإنه لا يحتاج في إعداده إلى مهارات ضبط الفصل بقدر حاجته إلى مهارات إدارة المجموعات والتعلم بالممارسة، ومن خلال المشاريع. بالتأكيد هناك شرط أساسي لتحقق هذه الرؤية الإيجابية والمتفائلة، وهو الرغبة المؤسسية من الجامعات ومؤسسات التعليم في التغيير المستمر والسريع، والمراجعة الدائمة لسياساتها لتكون أكثر مرونة وتجاوباً مع التغيرات التقنية لتوظيفها بما يخدم أهداف المجتمع من تأسيس هذه المؤسسات. أقول هو شرط ضروري وأساس، ليس فقط للتفاعل والاستفادة من هذه التقنيات الحديثة، بل أكثر من ذلك، من أجل قيادة التطوير والتحديث من خلال توظيفها داخل وخارج هذه المؤسسات.
** **
@ali_s_alq