الثقافية - كتب:
صدر مؤخراً عن دار تكوين للطباعة والنشر والتوزيع كتاب (أبي معلمي الأول) سيرة ومسيرة للزميل الباحث الاجتماعي خالد بن محمد الدوس، والكتاب الذي يقع في (231 صفحة) يستعرض فيه المؤلف سيرة والده الشيخ المربي محمد بن عبد الرحمن الدوس -رحمه الله تعالى- (1337-1441هـ) الذي نشأ حياته الاجتماعية قبل قرن من الزمن عصامياً لا يعرف الخوف ولا اليأس ولا القنوط, ولكنه كان رجلاً مكافحاً ومنافحاً، تناول الباحث جوانب كثيرة من حياة والده.. من لمحة تاريخية عن العائلة التي يعود تاريخها إلى قرابة الثلاثة قرون, وكذلك الإسهاب في التحدث عن البُعد الديني والاجتماعي والتربوي والقيمي في حياته -رحمه الله- ومن واقع الكتاب الممتع جداً الذي ارتكز منهجه التوثيقي العلمي على أسلوب قصصي مبسط، وأسلوب ضرب الأمثال التي تقرب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس ليثبت في الأذهان وهو منهج قرآني يخاطب العقل والقلب والوجدان.. أعطى المؤلف مستثمراً خبرته المهنية وتخصصه الأكاديمي كباحث دكتوراه تخصص علم اجتماع أسري وبيئي, بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فضلاً عن تجاربه الرصينة مع التأليف .. اهتماماً كبيراً بالقيم الاجتماعية الأصيلة والشيم الدينية التربوية الفضيلة، حيث سرد الخصائص الاجتماعية في سيرة والده لافتاً النظر إلى الثوابت الأساسية والمبادئ الراسخة التي كانت منهجه في وصله لأرحامه والتواصل مع أقاربه وأحبابه رغم أنه كان عميداً للعائلة وكبيرها, وامتداداً لهذه القيم الفضيلة أظهرت هذه السيرة العطرة جانباً مضنياً مهماً في حياته الأسرية ومع جيرانه ومواقفه النبيلة مع أقاربه وتأصيل قيم التسامح وإنزال الناس منازلهم إلى جانب بساطته وتواضعه مع الجميع, وكذا المداومة على الصدقة والإنفاق وحُب الإحسان للآخرين من منطلق التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الإسلامي القويم, فضلاً عن محاربته للغيبة والنميمة والبغضاء والكلام في أعراض الناس في مجلسه التي تعد من العمليات الاجتماعية الهدامة التي تتنافى مع قواعد الضبط الديني والاجتماعي والأخلاقي، وغيرها من القيم والفضيلة التي كانت متأصلة ومفصلة في شخصية الأب الراحل الذي كان وجوده بين أبنائه علامة لا تنسى في أذهانهم, كان دائماً يرسل الرسائل التي كانت تتدفق نوراً وتنويراً على بيت يتواضع بالعلم والأدب وأصالة التربية كقدوة صالحة وأسوة حسنة -رحمه الله- ممن أعطاهالله تعالى بسطة في الشهامة والنجابة والحكمة والأصالة.. وبالتالي كان لها الأثر في تنشئة أبناء صالحين نافعين لأنفسهم ولغيرهم في المجتمع.
في المكتبة الوطنية الكتاب -لاريب- يعد إضافة جديدة ضمن الكتب الثقافية التاريخية التي تستحق القراءة الممتعة التي تضئ العقل وتثري الفكر وتحفز الهمم وتنهض بالعزيمة في مسارات الحياة الدينية والاجتماعية والتربوية والقيمية.
السيرة العطرة والمسيرة النيِّرة المرصودة في (بطن) هذا الكتاب أهداها المؤلف للأحفاد والأسباط والأقارب والأحباب ليعلموا ويعرفوا كفاح والده الصالح الناصح في زمن تعرَّض فيه للمشقة, والتعب, وضيق العيش, قدوةً وعبرةً في عصر يعيش فيه الجيل الجديد في خير ونعمة وأمن وأمان في وطن العز والرفعة والشموخ.