واس - الباحة:
شكلّت الحصون والقلاع والقصور التي تقف شامخة في عدد من المواقع بمنطقة الباحة، شاهدة على دورها الأساسي في ملحمة توحيد البلاد.
وما أن تحّل مناسبة اليوم الوطني، حتى يستذكر كبار السن بالمنطقة مع أبنائهم وأحفادهم ذلك الإرث التاريخي والثقافي والوطني بما له من دور في تكوين البناء الحضاري، وأثر كبير في تحقيق الدمج بين أجزاء الوطن، وتفاصيل ملحمة التوحيد منذ البدايات، وما شهدت من أحداث تاريخيّة ومناسبات عديدة.وشيدت هذه الحصون والقلاع من أجل هدف حربي دفاعي بحت، فهي تنتشر على رؤوس الجبال والأودية والمناطق الإستراتيجية، التي يستطيع المحارب أو المدافع استخدامها على أحسن وجه ضد العدو، كما استخدمت الحصون الواقعة قرب المزارع التي تكون ملكًا لأسرة أو لعدة أسر يرتبطون ببعض، للدفاع وحراسة مزارعهم وتخزين الحبوب.
ولا تزال الكثير من القلاع والحصون المنتشرة في المنطقة بقطاع السراة أو تهامة صامدة لجودة مواد بنائها التي جعلتها تقاوم كل الظروف، لتحكي للأجيال قصصًا من الصمود والتكاتف بين سكان تلك المناطق وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، نظرًا لما كانت تقوم به من أدوار متعددة.
وتشهد تلك القصور والحصون زيارة عدد من أهالي وزوار المنطقة لها حيث يستلهمون براعة الأجداد في بناء القصور الحصون في الهندسة المعمارية وخبراتهم في تصميم وتنفيذ المباني الحجرية، وشكلت نافذة ساحرة تمزج التاريخ بالسياحة وعامل جذب لمحترفي التصوير الفوتوغرافي وشركات الإنتاج والهواة لتصوير الأفلام التاريخية الوثائقية في مجال البناء والأزياء والحلي وأدوات الطهي والزراعة والأسلحة.
يُذكر أن من تلك القصور التي اكتسبت خصوصية ومكانة تاريخية قصر ابن رقوش، وقلعة بخروش وقصر ابن عصيدان، وقرية ذي عين، وحصن الأخوين الذي يّطل على قرية الملد صامدًا ببنائه وشامخًا بتاريخه، ونزل العايد للتراث بقرية بني كبير، وقصر مشرف التاريخيّ والتراثي ببلجرشي الذي يشرف على سوق السبت التاريخي وأكثر من 200 حصن منتشرة في عدد من المواقع بالمنطقة.