الثقافية - أحمد الجروان:
شق المهندس طيار هاشم نجدي طريقه نحو النجومية بكل هدوء، ليتوارى عن منصات التواصل الاجتماعي التي تصنع نجومية مزيفة، ويرى أن الشهرة تأتي بالعمل المتميز.
في جعبته أربعة أعمال، يعرض منها حالياً «دكة العبيد 2» على منصة شاهد، وقد نسب هاشم الفضل في ظهوره على الساحة الفنية بشكل يليق به إلى مخرجين كبار، كما أعجب بنص لكاتبة كويتية استمالها أسلوبه المتميز في التمثيل فكان أحد شخصياتها في سيناريو مسلسلاتها الدرامية.. أحداث متنوعة شملها هذا الحوار الشامل.. فإلى نص الحوار:
كيف كانت انطلاقتك نحو التمثيل؟
في مرحلة الدراسة الابتدائية كنت أظهر كثيراً في الإذاعة المدرسية، أما في المرحلة المتوسطة والثانوية ابتعدت عن أي شيء يخص الإعلام والإذاعة، وعقب تخرجي من المرحلة الجامعية في تخصص هندسة الطيران، والتحقت بالوظيفة، ولكن لم يناسبني ذلك كثيراً، وبعد مشاهداتي المسلسل الأمريكي «هاوس أوف كاردس»، وأعجبت كثيراً بأداء بطل المسلسل، لأضع لنفسي نقطة، أنطلق منها نحو التمثيل، في عام 2013 بدأت المحاولات لدخول مجال التمثيل، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، حتى عام 2016، وفيه تعلم صناعة الأفلام السينمائية.
ماذا تشكل لك خشبة المسرح؟
كانت خشبة المسرح تجربة الطفولة في المدرسة، حتى اختارني مخرج بريطاني للمشاركة ضمن عدد من الممثلين في مسرحية «كان يامكان» تحت مظلة الترفيه، وهي مشاركة فعلية وحيدة على كبر.
في مسيرتك ثلاثة مسلسلات أي منها كان الأصعب، وأي منها شعرت فيه بالرضا عن أدائك؟
مسلسل «دكة العبيد» هو كان الأصعب؛ بسبب تركيب الشخصية، واضطرابات الشخصية، وأشعر بالرضا عن أدائي في مسلسل «دفعة لندن».
- ما هو دور mbc academy في وجودك على الساحة الفنية؟
هي الداعمة الأول لي في الدخول إلى عالم التمثيل، إذ أجريت اختبار تجارب الأداء عقب الإعلان عن ذلك، وتحصلت على إعجاب اللجنة، ومن هنا تم ترشيحي لأكون ممثلاً في مسلسل «سفر برلك»
- تجسيد شخصية شبيب في مسلسل «دفعة لندن» كانت تتمحور في شخصية الشاب المحافظ، حدثنا عن هذا الدور، وكيف وقع عليك الاختيار؟
دور شبيب في «دفعة لندن» جميل جداً وهو من السهل الممتنع، الشاب المحافظ، متمسك بالعادات الاجتماعية الساكن بداخله، هدفه الحصول على الشهادة العلمية، في أول ذلك، في صراع مستمر بين الحداثة في العالم الغربي وبين التمسك بعاداته الاجتماعية في العالم العربي.
كان من المقرر لي الظهور في مسلسل «دفعة لندن» بشخصية مختلفة تماماً، وظهورها كان أقل، وبعد ظهوري في تجارب الأداء للمسلسل تم منحي دور شبيب.
- ألم تشعر بالغيرة من قوة شخصية ميلا الزهراني (عسلة)، الزوجة الجامحة، وهل تمثيلك معها كونها من الممثلات الشابات صف أول حالياً كانت إضافة لك خبرة وشهرة.
لا لم أشعر بالغيرة من الممثلة «ميلا الزهراني»، وهي كما ذكرت ممثلة من الصف الأول، ووجودي بجانبها إضافة جميلة، وأضافت لي وخبرة أيضاً أثناء التصوير، وتحضير مشاهد الشخصيات، أسمع منها الكثير وأستشيرها، ولكن لم تضف لي شهرة، وفي الأساس لا أركز على الشهرة في الوقت الحالي، وأركز أكثر على الشاشة، معايير الشهرة اختلفت كثيراً، وليس الممثل والمغني هو المشهور، ولكن المشاهير لهم خط وأسلوب حياة، وأنا غير نشط في مواقع التواصل الاجتماعي، أميل أن تكون حياتي مغلقة على أسرتي وأصدقائي، ولو التمثيل أظهرني كمشهور فأعتقد أن هذا في صالحي، لأن أي ممثل تشكل له القاعدة الجماهيرية انتشاراً أوسع، وهذا يعني طلباً أكثر.
- تعرض مسلسل «دفعة لندن» لنقد لاذع من الجمهور، في جوانب عدة أبرزها المواقف الجريئة في المسلسل، كيف ترى هذا النقد؟
حقيقة لم أرَ نقداً على المسلسل، شخصيات برزت في المسلسل وشخصية لم تبرز، وشخصيات أحبها الجمهور وتعايش مع قصصها، دعنا نتحدث في مجتمعنا السعودي على وجه التحديد، شخصية شبيب وعسلة كانت محور اهتمام في المجتمع السعودي. أما فيما يخص النقد فأنا أحترم كل وجهات النظر، في نهاية الأمر وإن كنت ممثلاً ومهتماً بالأعمال السيمائية وصناعة السينما، أكيد أشاهد الأفلام السينمائية وبعضها يعجبني وبعها لا يعجبني، وأنتقد بعض المشاهد بها، وأن أنتقدها بالسلب هناك من تعجبه هذه المشاهد ويراها متميزة، الأمر طبيعي جداً، بل إن نقد بعض الأعمال يعطيها شهرة أكبر.
- حدثنا عن شخصيتك في مسلسل «سفر برلك».
شخصيتي في «سفر بلك» شخصية شاب من أهل البادية، شديد الباس، كريم، لا يرضى بالظلم، مقاتل قوي، وأنا أميل لمثل هذه الشخصيات في تمثيلي.
- ماهي طقوسك في للدخول في أجواء الشخصية في المسلسلات، والخروج منها؟
تختلف من شخصية للأخرى، ولكن هنا ك عوامل تساعدني في تقمصي الشخصية بسهولة أكثر، وأولها الموسيقى، واستخدام الذاكرة الانفعالية، أما الخروج منها فبالنسبة لي أسهل بكثير من الدخول فيها، وللخروج من الشخصية يتم عن طريق التواصل مع الأصدقاء أو من المقربين مني، أو عبر التواصل مع الزملاء في العمل.
- مقولة «الفشل طريق إلى النجاح» ما هو الفشل الذي واجهته وجعلك ناجحاً؟
2016 وحتى 2021، حصلت على مجموعة الجوائز، وكنت أشعر بالفشل عندما لا يترشح أحد أفلامي إلى مهرجان أفلام السعودية، قبل أن يبدأ مهرجان البحر الأحمر.
- في لقاء سابق لك ذكرت أن تجسيد دور «السايكو» هو الشخصية التي تفضلها في الدراما، في نفس الوقت تميل للرومانسية، ونبذ العنف، وهي صفات ضد «السايكو». أليس هذا تضاداً في تفضيل الأعمال؟
هذا سؤال جميل جداً، ومليءء بالفخوخ أو مفخخ، أنا ممثل أعيش الكثير من المشاعر الصعبة، ولا أعلم هل جملتي هذه صحيحة أم لا، ولكن دعني أبسطها أكثر عندما، مثلاً عندما أتفرج على وثائقي يحكي عن شخصية إجرامية، هنا تتولد لدي المشاعر السلبية، والوقوف أمام الكاميرا يساعدنا في تفريغ هذه الطاقة عندما أكون مجسداً لدور الشر، وعدما أمثل شخصية رومانسية فأستخدم المشاعر المختزلة مسبقاً، وهذا يساعدني في تمثيل الأدوار باحترافية.
- من هو المخرج الذي أظهر هاشم نجدي بطريقة احترافية؟
أعتقد أسعد وسلاتي، في مسلسل «دكة العبيد» الجزء الأول والثاني الذي يعرض حالياً، كما كان الفضل الكبير للمخرج بهاء خدّاج في مسلسل «بيت العنكبوت» الذي أخرج أفضل ما بداخلي، وتحكم بمشاعري جيداً، وكان يقول: «وأنا أصور مشاهدك أستمتع جداً» وسيعرض العمل في رمضان القادم، ولا أنسى المخرج ليث حجّة الذي اكتشف موهبتي من البداية في مسلسل «سفر برلك».
- أي من المسلسلات التي مثلت بها كان أجرها الأعلى، هل تتفاوض في الأجور أم لازال الوقت مبكراً لذلك؟
حتى الآن مسلسل «بيت العنكبوت» هو الأعلى أجراً، نعم أتفاوض في الأجور.
- أي من المسلسلات التي تصل للمشاهد بعمق أكبر، المسلسلات الطويلة 30 حلقة فما فوق، أم القصيرة ذات ال10 حلقات؟
بالطبع المسلسلات التي تصل للجمهور هي ذات الـ 10 حلقات، والتي أفضلها أيضاً العشر حلقات أو الحلقات القصيرة، والسؤال الأهم ماذا يفضل الجمهور، أو نوع الفئة المستهدف من الجمهور، فلو سألت والدتي -حفظها الله- عما تفضل لكان جوابها المسلسلات ذات الـ30 حلقة وأكثر، أما جيل المراهقين والشباب فيفضلون المسلسلات السريعة والقصيرة.
- ماهو الدور الذي تنتظره في المستقبل؟
الدور الذي أنتظره هو تجسيد رجل أمن، في قصة حقيقية وقعت.
- لماذا اأنت غير نشط على منصات التواصل الاجتماعي، خلاف الممثلين الشباب من جيلك، وهل مشاركتك لجزء من حياتك الخاصة على منصة السناب شات يساهم في انتشار اسمك في الوسط الفني؟
يؤسفني أن أقول إن منصات التواصل الاجتماعي تساهم بشكل كبير في انتشار الممثل، لكن أنا غير مقتنع بذلك، وأعلم أن هذا خطأ ولكن مستمتع بهذا الخطأ، أفضل العيش في الحياة الواقعية، وليس الافتراضية، وكلما كان وجه الممثل مخفياً عن الجمهور كان أفضل، فلا يعتادون ظهوره بكثرة، وظهوره يجب أن يكون مشاهداً بالمسلسلات، أو في اللقاءات التلفزيونية، والصحافة، إضافة على ذلك لا أفضل إظهار ملامح أطفالي حتى يتقدمون في العمر.
- كيف تصف الحركة الفنية السينمائية في السعودية حالياً مقارنة بالفترة السليقة؟
تشهد الساحة الفنية تقدماً كبيراً، ونحن نمشي في الطريق الصحيح، وبخطى متسارعة، ومن خلال المهرجانات السينمائية نواكب الدول المتطورة في هذه الصناعة.
- هل تساهم مهرجانات الأفلام والسينما كمهرجان البحر الأحمر في تعريف المنتجين والمخرجين على الممثل، أم دورها يصب في خدمة الأفلام فقط؟
تساهم في المقام الأول على خدمة الأفلام والتركيز عليها، ولكن هناك جداراً بين الممثل الدرامي هذه المهرجانات لا أستطيع وصفه، بالتأكيد عرفت هذه المهرجانات في تعريف المنتجين والمخرجين على الممثلين، ولكن بالنسبة لي لم أجنِ حتى الآن أي ثمرة من حضور هذه المهرجانات.
من هو الممثل الذي ترغب أن يجمعكم عمل مع؟
سعودياً ناصر القصبي، وعربياً خالد النبوي، وعالمياً دنزن واشنطن.
- هل صورة السيلفي مع المعجبات تزعجك؟
على العكس، من الجميل جداً أن يشعر الممثل بمن يحيطون به عبر صورة سيلفي أو حديث مع الجمهور.
- أين سجد هاشم نجدي قريباً؟
تواجدي سيكون بمسلسل «دكة العبيد 2» وبالمناسبة لم أكن من طاقم همل هذا المسلسل في بداية الأمر ولكن رغبة الكاتبة هبة مشاري حمادة والمخرج لسعد الوسلاتي في تواجدي في العمل، والفضل يعود بعد نجاح الجزء الأول من المسلسل، ومحبة الجمهور لشخصيتي فيه ساهم في أن أكون في جزئه الثاني، أما بالنسبة للعمل القادم فهو في رمضان المقبل بعنوان «بيت العنكبوت».