الثقافية - علي القحطاني:
قام د. داود أورهان الأستاذ بجامعة بولو آبانت عزت بايصل أنورستسي Bolu Abant ?zzet Baysal Universitesi في تركيا بزيارة علمية لقسم اللغة العربية وكرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود وأمضى ستة أشهر، وذلك من أجل دراسة الأدباء والروائيين السعوديين في العصر الحديث، وهي متطلبات دراسته لنيل درجة الدكتوراه بالجامعة التركية، واستطاع من خلال زيارته للمملكة أن يكتسب الكثير من الإضافات العلمية والثقافية، وخرج منها بعدة كتب ومقالات منشورة تخص الأدب السعودي.
وفي لقاء «الثقافية» مع د. داود أورهان تحدث عن بداية اهتمامه بالأدب السعودي، وأنها كانت في بداية مشواره في الدراسات العليا، واختارها موضوعاً لرسالته العلمية وإلقاء الضوء على الأدب السعودي عموماً، وعرض لأنواع الروايات التي كتبها كتاب سعوديون على وجه الخصوص والتعريف بالأسماء المهمة كما تحدث د. داود أورهان عن أن رسالته العلمية عن الروايات السعودية كانت باللغة التركية، وتحدث عن أصدائها عند المتلقي والقارئ التركي، وأوضح أنه سيقوم بترجمة رسالته إلى اللغات الأخرى، ومن بينها اللغة العربية، وتطرق في رسالته إلى «الروايات السعودية خلال1350هـ -1420هـ / 1930-2000م» ومميزات هذه الفترة وأهم الأعلام والرواد الذين تناولهم في دراسته.
الاهتمام بالرواية السعودية
* متى بدأ اهتمامك بالأدب والرواية السعودية ولا سيما أن رسالتك الدكتوراه عنها وأسباب اختيارك للموضوع؟
- بدأ اهتمامي بدراسة الأدب والرواية السعودية في بداية مشواري في الدراسات العليا عندما كانت محاور أبحاثي تدور حول الأدب العربي والرواية العربية فلفت انتباهي خُلوّ المصادر الأدبية من الإشارة إلى الأدب والأدباء السعوديين في العصر الحديث والمعاصر فكانت تلك الإشارة هي شرارة البداية للبحث عن الأدب السعودي وروّاده إذ ليس من المعقول أن تخلو منطقة تتميز بالأدب واللغة والثقافة منذ القدم بالفنون الأدبية العربية الحديثة كالرواية وغيرها.
الزيارة العلمية
* حدثنا عن زيارتك العلمية لجامعة الملك سعود ستة شهور. وكيف تصف تلك الزيارة، وتقيّم تلك التجربة؟
- بعد دخولي في مجال البحث عن الأدب والرواية السعودية كنت بحاجة إلى مصادر ومراجع ودراسات سابقة تدعم أبحاثي فبدأت بالبحث بدايةً عن بعض المصادر في تركيا فلم أجد إلّا كتابا واحدا بعد بحث دام سنة كاملة، فأدركت ضرورة شرب الماء من منبعه فبدأت بمراسلة بعض الجامعات السعودية طارحا حاجتي لها لمعلومات ومصادر كباحث في الأدب السعودي، وتلقيت جوابا من جامعة الملك سعود ومركز كرسي الأدب السعودي في العاصمة الرياض وأبدى الأساتذة هناك رغبتهم في مساعدتي، ومنهم الأستاذ د. حسين المناصرة والأستاذ د. محمد خير البقاعي ليكون بعد ذلك السفر إلى المملكة العربية السعودية حيث استمرت أبحاثي فيها لعدة شهور استطعت في خلالها أن أخرج بعدة كتب ومقالات منشورة تخص الأدب السعودي، كانت زيارتي للمملكة تجربة علمية وثقافية واجتماعية جميلة ومفيدة جدا حيث استطعت من خلالها أن اكتسب الكثير من الإضافات العلمية والثقافية بالإضافة إلى التجربة الاجتماعية مع الشعب السعودي الذي وجدت منه الترحيب أينما حللت.
أعمدة الرواية السعودية
* تسعى من خلال دراساتك إلى إلقاء الضوء على الأدب السعودي عموما وعرض لأنواع الروايات التي كتبها كتاب سعوديون على وجه الخصوص والتعريف بالأسماء المهمة ما الأسماء المهمة التي توقفت عندها؟
- بطبيعة الحال عند دراستي للأدب السعودي والروائيين السعوديين كان لا بد من التطرق بالبحث عن الكثير من عمداء هذا الفن بداية من الرائد الأول الروائي عبد القدوس الأنصاري وباقي عمداء فن الرواية، ومنهم الروائي حامد الدمنهوري والروائي تركي الحمد والروائي عبده خال والروائي غازي القصيبي ومن كاتبات الرواية السعودية من النساء سميرة الخاشقجي كرائدة أولى لهذا الفن الأدبي من النساء والروائية رجاء عالم والروائية بدرية البشر.
المتلقي والقارئ التركي
* كانت رسالتك باللغة التركية كيف وجدت أصداءها عند المتلقي والقارئ التركي، وهل ستقوم بترجمتها للغة العربية؟
- بالتأكيد وجدت أبحاثي عن الأدب السعودي صدى ملموس من قبل المختصين في الوسط الأدبي في تركيا ولعل مرجع هذا الاهتمام منهم هو اطلاعهم على الأدب والأدباء السعوديين لأول مرة لأنهم بطبيعة الحال لم يجدوا دراسات سابقة تهتم بالأدب السعودي. وبعض ممن يرغبون في البحث في الأدب السعودي ربما يتصل كي أزوده بالمراجع، وأسعى طبعا في المستقبل لترجمتها إلى لغات أخرى غير التركية إن شاء الله تعالى.
أدب المرأة وسميرة خاشقجي
* لك اهتمام خاص بأدب المرأة في المملكة، ولك مقالة عن سميرة خاشفجي أول رواية سعودية حدثنا عن تلك المقالة؟
- عند زيارتي للمملكة العربية السعودية وجدت اهتماما خاصا بالجانب النسوي من الأديبات السعوديات فأفردت على الأساس دراسة خاصة عن الرواية النسائية السعودية، وكانت سميرة خاشقجي هي موضوع دراستي باعتبارها رائدة الرواية السعودية من النساء، فتناولت هذه الدراسة جوانب عدّة منها إسهاماتها في الأدب السعودي، وكذلك إسهاماتها في جوانب أخرى ثقافية وإنسانية واجتماعية وما أضافته هذه السيدة من إضافات في تلك المجالات وفتحها الطريق أمام بنات جنسها من النساء للدخول في مضمار الكتابة الأدبية التي أثرت الأدب السعودي كثيراً.
الروائي الأول.. عبد القدوس الأنصاري
* من أهم الرواد لكتابة الرواية السعودية التي لفت انتباهك، وتوقفت عندهم في الدراسة؟
- كان لا بد في دراسة أدبية مثل دراستي أن أتطرق إلى رواد الأدب السعودي في الفن الروائي، وبما أن هذا الفن أخذ منعطفين رئيسين تمثل الأول بالروائيين من الرجال والثاني تمثل بالروائيات من النساء، وعلى هذا الأساس من التقسيم كان الروائيان الكبيران عبد القدوس الأنصاري والروائية سميرة خاشقجي هما رواد هذين القسمين.
الفترة الزمنية
* كانت فترة البحث في خطة رسالتك العلمية لنيل شهادة الدكتوراه عن الروايات السعودية خلال 1930-2000م ما الذي تمتاز به هذه الفترة ومن هم الأعلام والرواد الذين ذكرتهم؟
- كان لا بد من وضع إطار زمني محدد يبدأ من بداية نشأة الأدب السعودي الحديث بشكل عام والأدب الروائي على وجه الخصوص فكانت سنوات النشأة الأولى لهذا الأدب من منتصف عشرينيات القرن الماضي وتبلورت نتيجة هذه النشأة وبدت ملامحها واضحة منذ بداية ثلاثينيات القرن الماضي ثم بدأت مراحل التطور بالاستمرار وصولاً إلى السنوات الأولى من هذا القرن وهو الوقت الذي بدأت فيه بدراستي البحثية وعلى هذا الأساس كانت الفترة المذكورة هي الفترة المحددة في الدراسة، وقد تناولت الدراسة الكثير من الأدباء والروائيين من الرجال والنساء كعبدالقدوس الأنصاري رائدا لفن الرواية وسميرة خاشقجي رائدة للروائيات من النساء بالإضافة إلى الكثير من الأدباء والروائيين منهم حامد الدمنهوري وتركي الحمد وعبده خال وغازي القصيبي وبدرية البشر ورجاء علم بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الأدبية منها رواية التوأمان للأنصاري والعصفورية لغازي القصيبي والوسمية لعبدالعزيز مشري وثمن التضحية لحامد الدمنهوري وثقب في رداء الليل لإبراهيم الناصر الحميدان، وكذلك روايات فسوق وترمي بشرر ونُباح لعبده خال ومن روايات رجاء عالم رواية طوق الحمامة ورواية ستر، والأرجوحة للكاتبة بدرية البشر، ورواية فردوس اليباب لليلى الجهني.
** **
@ali_s_alq