مكانة ثقافية
يحتل محمد الرميحي موقعاً متميزاً في المجتمع الثقافي الخليجي والعربي. وهو مشارك مثابر في مداخلاته الثقافية عبر الصحافة والإعلام المرئي والندوات المتخصصة في العديد من البلدان العربية والأجنبية. قُدِّر للدكتور محمد الرميحي الذي حصل على درجة الدكتوراة في علم الاجتماع السياسي من جامعة Durham، درهام، في إنجلترا عام 1973 وعمل أستاذاً في جامعة الكويت، قُدر له أن يواجه الحياة الثقافية العربية وتطوراتها على مدى العقود الخمسة المنصرمة.
لا شك أن البيئة الثقافية في العالم العربي توترت واهتزت بعد هزيمة، أو نكسة، حزيران 1967والتي ساهمت في تراجع القيم التي سادت قبلها ودفعت أعدادا كبيرة من المواطنين العرب، ومنهم العديد من المثقفين، إلى تبني طروحات وأيديولوجيات محافظة أو رجعية وتبني المفاهيم الدينية المتزمتة. رأى الكثير من هؤلاء أن الخلاص من تداعيات الهزيمة والتصدي لإسرائيل ومن ورائها الغرب يتطلب العودة إلى القيم الدينية بحدودها المتزمتة ورفض كل المفاهيم ذات الصبغة الليبرالية أو العقلانية. في ذات الوقت ظل كثيرون ممن سبق لهم تبني الأيديولوجيات القومية أو اليسارية في مواقعهم ومؤكدين أهمية الالتزام بما أمنوا به وبأن الحتمية التاريخية سوف تنتصر لهم أجلاً أو عاجلاً.
معضلة المفاهيم
لكن هذه المفاهيم والقيم لم تسعف الحياة العربية وأدت إلى هزائم سياسية جديدة ونشوب حروب ونزاعات أهلية مدمرة. كانت الحرب اللبنانية التي بدأت في أبريل، نيسان،1975وانتهت في عام 1990 من أهم النزاعات الأهلية والتي أودت بحياة مئات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين ودمرت الحياة السياسية في لبنان، ومكنت إسرائيل من احتلال الجنوب اللبناني لفترة طويلة امتدت حتى عام 2000. لم تكن تلك الحرب الأهلية هي المصيبة العربية الوحيدة بعد هزيمة 1967 بل تلتها الحرب العراقية الإيرانية، بعد انتصار الثورة الإيرانية في عام 1979. الحرب العراقية الإيرانية دفعت إلى استقاطبات سياسية ومذهبية وزادت من حدة النزاع بين عدد من الدول العربية ودفعت الكثير من المثقفين العرب إلى الانحياز إلى طرف ضد آخر في تلك الحرب التعيسة والتي امتدت من 1980 إلى 1988. بطبيعة الحال أدت الحرب واستمرارها لأمد طويل إلى بروز النزعات الطائفية والتي كانت كامنة إلى حد ما قبل ذلك.
إيران وحكامها
أثار الدكتور محمد الرميحي مسألة الحرب العراقية الإيرانية وأكد بأن هناك أخطاء وخطايا ارتكبت من قبل الطرفين، العراقي والإيراني، لكن التقييم الموضوعي لا يًقبل من أنظمة ديكتاتورية أو شمولية، وكذلك لا يقبل من المساندين من مثقفين وأشباههم. كانت الحرب العراقية الإيرانية تمثل خطراً كبيراً على دول الخليج العربية سواء من إيران أو العراق أو من مخاطر نشوب نزاعات محلية في أي من هذه الدول نتيجة للتركيبات الديمغرافية فيها والتنوع الطائفي، ناهيك عن استعداد أحزاب الإسلام السياسي لاستثمار الاستقطابات السياسية والطائفية. الأخطار ظلت قائمة حتى بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية في أغسطس، آب، 1988 حيث استمر النظام الإيراني يحذر أنظمة الخليج ويؤكد خططه لتصدير الثورة المغلفة بنزعاتها الطائفية.
أثار الدكتور محمد الرميحي مسألة المخاطر التي يمثلها النظام الإيراني في مقال نشر في مجلة «أراء حول الخليج» والتي تصدر من مركز الخليج للأبحاث في العدد الصادر في 7 يونيو، حزيران، 2016. أكد أن إيران تمثل «تهديداً حقيقياً لدول الخليج». خصوصاً بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق ونشوب الحرب الأهلية في سوريا وامتداد النفوذ الإيراني في البلدين. النظام الإيراني جند مئات الآلاف من الأفراد في العراق في الحشد الشعبي الذي تأسس أثر قيام تنظيم داعش الإرهابي، باحتلال الموصل وعدد من المدن العراقية في عام 2014. يضاف إلى ذلك جند النظام الإيراني عشرات الآلاف من الأفغان والباكستانيين وغيرهم من مجموعات عسكرية للحرب في سوريا ومؤازرة النظام الحاكم هناك. كذلك وظفت إيران جماعة الحوثي لمحاربة الشرعية اليمنية وتعطيل المصالحة الوطنية هناك بالإضافة إلى توظيف هذه الجماعة للاعتداء على السعودية والإمارات بالمسيرات والصواريخ. وفي الآونة الأخيرة وبعد نشوب النزاع المرير في غزة لاستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي.
محنة الفلسطينيين
في مقال مجلة «آراء» نشر بتاريخ 6، يونيو، حزيران، 2024 يشير الدكتور محمد الرميحي إلى تورط إيران في الصراع في غزة حيث يبين بأن إسماعيل قاني ، قائد الحرس الثوري الإيراني بين بأن «على الفلسطينيين أن يستعدوا لقيادة بلادهم بعد زوال إسرائيل». يؤكد الدكتور محمد الرميحي بأن الإيرانيين يحاولون من خلال تصريحاتهم «إغراق الساحة بسراب من المخادعة والوهم» بما يؤدي إلى رفع الأمال لدى الجماهير العربية المحبطة. لاشك أن الدكتور محمد الرميحي تمكن من قراءة الأيدولوجية الحاكمة في إيران بشكل موضوعي بما مكنه من متابعة التصريحات والتدخلات الإيرانية في البلدان المستهدفة، العراق ، سوريا، اليمن، لبنان، بشكل متميز بما مكن من التنبؤ بالمواقف القادمة.
مواجهة الأوهام
من المفيد التأكيد على أن الدكتور محمد الرميحي تمكن من إثارة المواقف الإيرانية ومحدودية تأثيراتها حيث أكد بأن هذه التدخلات والتي تسعى إلى إقامة أنظمة ملائمة لنظام ولاية الفقيه في إيران لم ينتج عنها سوى الفوضى وإشاعة عدم الاستقرار في البلدان العربية، العراق وسوريا ولبنان واليمن. أوضح في ذات المقال في مجلة «أراء» بأن «التدخل، على درجاته المختلفة، قد فجر الدولة المتدخل فيها من الداخل، سوريا، لم تعد فيها سلطة الدولة سلطة باسطة على كل أراضيها. لبنان غارق في انهيار اقتصادي مخيف. وكذلك العراق واليمن في أزمة وتبقى طهران ملزمة بتعويم أذرعها مالياً على حساب الشعب الإيراني».
لا شك أن الكاتب يرى بأن هناك روحا لمقاومة النفوذ الإيراني ومقاومة أدواته في مختلف البلدان المستهدفة. في هذا الصدد لابد من التذكير بأن العديد من المثقفين العرب الموالين لإيران لا يهتمون بروح المقاومة السائدة في البلدان العربية وأهم من ذلك لا يعيرون اهتماماً لتطلعات الشعب الإيراني والمعاناة المعيشية والسياسية التي يواجهها. أين الخلل في المنظومة الثقافية والفكرية التي يعتمدها هؤلاء العرب؟ لا بد أن مفاهيم مقاومة إسرائيل والاستعمار ومحاربة النفوذ الغربي والتيارات الليبرالية قد طغت على عقول أنصار الممانعة؛ حيث أصبح أمراً مقبولاً الولاء لنظام استبدادي ورجعي وغارق في القيم الطائفية عندما يكون معادياً للغرب.
الإسلام السياسي
في السياق ذاته يرى الرميحي بأن تيار الإسلام السياسي يعاني ، أيضا ، من الجمود الفكري بل أن هذا التيار مستعد لتطبيق حدود الردة وتنفيذ عمليات اغتيال جسدية للمفكرين الذين يعارضون طروحاته، كما حدث للمفكر المصري الراحل فرج فودة. يضاف إلى ذلك هناك عمليات اغتيال معنوية جرت لعدد من المفكرين مثل ما جرى للمرحوم نصر حامد أبو زيد. لاشك أن المواقف التي اعتمدتها أحزاب الإسلام السياسي عطلت التحضر والتقدم الثقافي في بلدان أساسية في المنطقة، مثل إيران والعراق ولبنان وسوريا ومصر وليبيا واليمن ، وجرت محاولات لتكريس المفاهيم المتزمتة في تونس والمغرب والجزائر وبلدان الخليج. التصدي الذي قامت حكومات مصر وحكومات في شمال أفريقيا وبلدان الخليج عززت القدرة على المواجهة، وإن ظل لهذا التيار نفوذ في مواقع متنوعة في هذه البلدان، خصوصاً في قطاع التعليم والإعلام ومواقع المؤسسات الدينية مثل وزارات الأوقاف. بالرغم من محاربة عدد من الحكومات العربية لهيمنة قوى الإسلام السياسي إلا إنها مازالت عاجزة عن الحد من نفوذها في المواقع التي تؤدي إلى صناعة الوعي والثقافة ومنظومة القيم الاجتماعية والدينية.
كارثة احتلال الكويت
عندما حدث الاحتلال العراقي للكويت في أغسطس، آب، 1990 أصدرت الحكومة الكويتية في الطائف جريدة « صوت الكويت « في لندن وعين الدكتور محمد الرميحي رئيساً لتحريرها. صوت الكويت تصدت إعلامياً للدعايات المغرضة التي تبناها نظام صدام حسين وأزلامه والمناصرون له آنذاك. تمكن الدكتور الرميحي من استقطاب عدد جيد من المثقفين العرب ومكنهم من طرح وجهات نظرهم الموضوعية من خلال جريدة «صوت الكويت». اعتمدت الجريدة على نقل الأخبار الحقيقية عن الكويت تحت الاحتلال وبينت عمليات انتهاك حقوق الإنسان في الكويت من قبل قوات الاحتلال العراقية. كذلك طرحت مقالات ودراسات عن الواقع الكويتي من خلال الجريدة. لاشك أن الدكتور محمد الرميحي واجه مصاعب وعراقيل في جهوده الصحفية آنذاك وتعرض لمواقف صعبة من قبل العديد من المناصرين لصدام حسين المقيمين في لندن وبريطانيا. تابع الدكتور محمد الرميحي الأحداث بعد الغزو العراقي للكويت واحتلالها وبذل كل امكانياته الثقافية للتصدي للطروحات الخرافية التي روجها رهط من «المثقفين» العرب من خلال قنواتهم الإعلامية ووسائطهم الصحفية. كانت المعركة الفكرية شرسة ويمكن أن تضاهي وقائع الاحتلال المادية المريرة التي عانى منها الكويتيون على مدى سبعة أشهر عجاف داخل الكويت وفي المنافي المختلفة.
موقف الفلسطينيين
أبرز الدكتور محمد الرميحي مسألة الموقف الفلسطيني من احتلال الكويت والتباساته. لم يكن هناك أي من الكويتيين يتوقع أن تقف قيادة منظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات موقفاً معادياً للحق الكويتي بعد محنة الاحتلال. الكويت منذ عام النكبة 1948 احتضنت جالية فلسطينية كبيرة تمتعت بحقوق كادت تلامس حقوق المواطنين. كان عدد الفلسطينيين في الكويت عشية الاحتلال في أغسطس، آب، 1990 يزيد عن 350 ألف بموجب الإحصاءات الرسمية. تمكن الكثير من هؤلاء الفلسطينيين من تكوين ثروات مناسبة من خلال أعمالهم وأنشطتهم وحيويتهم في مختلف القطاعات، وشارك الكثير منهم الكويتيين في تكوين الشركات العاملة في مختلف المجالات والأنشطة. كما أن العديد من الفلسطينيين عملوا في القطاع الحكومي في التدريس والطبابة والأعمال الهندسية ورعوا النشاط الزراعي بخبراتهم ومهنيتهم. في الكويت تأسست منظمة فتح في عام 1965 ورعت الحكومة الكويتية النشاط الفدائي ومكنت المنظمات الفلسطينية من جمع الأموال وفرضت ضرائب رمزية على تذاكر السينما لصالح منظمة التحرير الفلسطينية، كما قررت خصم ما يقارب خمسة في المئة من رواتب الفلسطينين العاملين في الكويت لصالح منظمة التحرير. لذلك يمكن للمراقب المحايد أن يؤكد بأن هناك تلاحما بين الكويتيين والفلسطينيين ودعما كويتيا راسخا للقضية الفلسطينية.
توثيق موضوعي
حياة الفلسطينيين في الكويت على مدى خمسة عقود من الزمن وثقها الكاتب الفلسطيني المرحوم توفيق أبو بكر في كتاب متميز «الفلسطينيون في الكويت وأزمة الخليج» 1936 _ 1990 «صدر الكتاب في عام 2000 عن مركز جنين للدراسات الاستراتيجية في عمان - الأردن. توفيق أبو بكر الذي ولد في يعبد في فلسطين عام 1942 وتوفى عام 2004 حصل على تعليمه الجامعي في جامعة دمشق التي تخرج منها عام 1966. عمل لفترة طويلة في الكويت وغادرها في عام 1990، عام الغزو. نشط في العمل الفلسطيني وكان كادراً قيادياً في الجبهة الشعبية الديمقراطية الفلسطينية. تمكن من خلق علاقات متميزة مع النخبة الكويتية وأصبح متفهماً للحياة السياسية في الكويت، واتخذ موقفاً جريئاً داعماً للحقوق الكويتية ومناهضاً لموقف منظمة التحرير الفلسطينية.
بعد صدور الكتاب وجد الدكتور محمد الرميحي أن ((البيان الإماراتية 8 فبراير، شباط، 2000)) الكتاب يمكًن من تفسير «طرق التفكير السياسي للعرب». في مقال البيان أوضح الدكتور محمد الرميحي بأن توفيق أبو بكر، رحمه الله، ذكر في الكتاب ما يلي: «يجب أن نكون أوفياء ونعترف بأن الكويت وفرت للفلسطينيين وغيرهم من المقيمين على أرضها الاستقرار والأمن والحرية. ووفرت لهم حياة كريمة حيث عاشوا آمنين مطمئنين. وعلموا أبناءهم في أرقى الجامعات وتمكنوا من إعالة مئات الآلاف من العائلات في الأردن والأرض المحتلة. وفتحت الصحافة الكويتية كل الأبواب لاحتضان القضية الفلسطينية حتى تحولت إلى صحافة فلسطينية أكثر منها كويتية». لاشك أن متابعة الدكتور محمد الرميحي مكنت الكثير من المتابعين في الخليج من قراءة هذه الدراسة المهمة للمرحوم توفيق أبو بكر.
نظرية المؤامرة
كتب الدكتور محمد الرميحي على حسابه في تويتر ( x ) وجهة نظره حول ما يطرح بشأن الحرب الروسية الأوكرانية. ذكر ما يلي «عجيب أمر نظرية المؤامرة التي تتفشى لتفسير أحداث روسيا وإنها تتم بإتقان بين بوتين ومجموعة المرتزقة. إنه تفسير عقلاني . لكنه يجد قبولاً عند البعض من أكثر من فضاء ثقافي شرقي وغربي. لا أفهم كيف يفكر هؤلاء؟ « طروحات نظرية المؤامرة متفشية في المجتمع الثقافي العربي. فسر العديد من المثقفين والكتاب العرب غزو العراق للكويت بالمؤامرة المتفق عليها بين صدام والولايات المتحدة، وبأن صدام ما كان سوى عميل للمخابرات الأمريكية وأن الهدف هو تدمير العراق. أيضا فسر الكثير من العرب عملية 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن عام 2001 بالمؤامرة الصهيونية الهادفة لإلصاق التهم بالعرب والمسلمين ومن ثم شن الحروب عليهم وإذلالهم. بطبيعة الحال لم يكن العرب هم الوحيدون الذين اقتنعوا بنظرية المؤامرة فهناك العديد من الكتاب في أوربا وأمريكا الذين تبنوا مقولات ذات صلة.
الدكتور محمد الرميحي تصدى لمسألة «نظرية المؤامرة» في مقال نشره على منصة «إيلاف» بتاريخ 21 مارس 2020 تحت عنوان «كنا هناك من قبل». تساءل من أين جاءتنا نظرية المؤامرة ؟ «من الجهل أو من التسييس»؟. ذكر بأنه أجرى استطلاعاً على حسابه بشأن الموضوع وجاءت الردود بنسبة 77 في المئة بإنها نتاج الجهل والتسييس في حين لم يوافق 17 في المئة وذكر 6 في المئة بأنهم لا يملكون رأياً. في ذلك الحين عام 2020 كان العالم يعيش أزمة وباء كرونا (Covid19) حيث بين الدكتور الرميحي بأن هناك من روج بأن «كرونا» هي نتاج مؤامرة أمريكية «لإضعاف الاقتصاد الصيني وإبطاء نموه» وبين البعض بأن أمريكا تملك الدواء ولكنها ستظهره بعد حين. مقابل ذلك كان هناك من يعتقد بأن الصينيين هم المتآمرون من أجل إخافة الأمريكيين والغرب عموماً واخراجهم من استثماراتهم في الصين. لابد أن نؤكد بأن هذه النظرية ليست منتشرة بين العرب فقط بل هناك أمريكيون وأوروبيون وغيرهم ممن روج لمثل هذه الأفكار أو الخرافات حيث لم يتم التحكم بالوباء ومعالجة أثاره إلا بالعلم والمعرفة حيث وظفت الولايات المتحدة وألمانيا علومها كما فعل عدد آخر من الدول الغربية. مهما يكن من أمر فإن نظرية المؤامرة مازالت منتشرة في المجتمعات العربية وبين المثقفين العرب بشكل خاص.
محمد الرميحي والتعليم
حدد الدكتور محمد الرميحي وجهة نظره بشأن التعليم منذ زمن طويل. أكد بأن النهوض بالتعليم « سواء من حيث المناهج أو اسلوب التعليم أو الإدارة في الكويت يتطلب إعادة نظر». أكد مراراً بأن هناك أهمية لمعالجة القصور البين في عملية التعليم الأساسي وضروة أن يواكب هذا التعليم التطورات الجارية في البلدان المتقدمة في أنظمة التعليم الأساسي.
معلوم أن التعليم الأساسي في الكويت وعدد من الدول العربية تراجع بشكل واضح خلال العقود الماضية وهناك ظاهرة الأمية الأبجدية والثقافية بين خريجي المدارس الثانوية. كما أن تسرب وعدم تمكن العديد من هؤلاء الخريجين من الثانوية العامة من اكمال دراساتهم الجامعية تمثل تحديات هامة لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان وتعيق تطوير سوق العمل ومده بالمهارات المهنية الملائمة. كان الدكتور محمد الرميحي يطمح بأن يتولى المسؤولون عن التعليم من صياغة استراتيجية للتنمية البشرية تمكن من انخراط الكويت والبلدان العربية في مسيرة الحضارة الإنسانية وتمكن من استيعاب التطورات التكنولوجية المتسارعة.
يرى الدكتور محمد الرميحي بأن التعليم أدى إلى ركود الثقافة العربية وتعطل الذهن عن الفرز بين الحقيقة والخرافة. ويضيف بأن القيود السياسية واحتكار الدولة لوسائل الإعلام عطلت التفكير الحر والتفكير النقدي.
** **
عامر ذياب التميمي - مستشار وباحث اقتصادي كويتي
Email: ameraltameemi@gmail.com