اسم جنى اسم علم مؤنث من أصل عربي، ويشتق الاسم من الفعل «جنى» الذي يعني «حصد» أو «قطف»، وعادة ما يُستخدم للإشارة إلى جني الثمار، أو الفاكهة من الأشجار، ويعكس هذا المعنى صورة جميلة، ومفعمة بالحياة والنشاط، حيث يرتبط بالثمار والرزق والبركة؛ لذا فإن اسم جنى يُعتبر رمزاً للعطاء والخير الوفير.
وفي القرآن الكريم، ورد ذكر كلمة «جنى» في سياق الإشارة إلى ثمار الجنة في قوله تعالى: «متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان» ، مما يضفي على الاسم طابعاً روحانياً خاصاً.
إن المتأمل في الآية سيجد فيها مناسبة وحسنا وجمالا؛ فمن المعلوم أن مراعاة المعنى وطلب الاختصار بلاغة، ومراعاة اللفظ وطلب المناسبة بين الألفاظ بلاغة، لما فيه من حسن وجمال.
أما من جهة المعنى: فإن لفظ (الجنى) يدل على نضج الثمر، وأنه صار إلى حال يجنى فيها، وصار يانعاً تشتهيه الأنفس وتلذ به الأعين، وهذا زيادة في النعيم إذ انتظار نضجه لا يخلو من قلق للنفس، ولو قيل: (وثمر الجنتين) لفات هذا المعنى؛ إذ لفظ (الثمر) لا يشعر بذلك، ولفظ (دان) يدل على أنه شديد القرب يسهل تناوله من دون كلفة أو عناء، وفي هذا جمال للعين وراحة للمتناول، بينما لفظ (قريب) قد يراد منه القرب النسبي الذي في تناوله نوع من مشقة لا يريدها الله تعالى لأهل الجنة.
وأما من جهة اللفظ: فبين (الجنى) و(الجنتين) جناس لفظي، وهو أمر يعطي النص جمالاً، ولفظ (دان) فيه مؤاخاة الفواصل وتناسبها، فإن فواصل السورة تنتهي بالألف والنون: (الرحمن، القرآن، جنتان، دان، تكذبان) ولهذا أيضاً حذف منه الياء فانتهى بالنون (دان) مكان (دَاني) فتمت المحافظة على النغم الموسيقي للسورة كلها.
والأعلام على نوعين: مرتجل ومنقول، كما قال ابن عقيل في شرح الألفية
ينقسم العلم إلى مرتجل، وإلى منقول، فالمرتجل هو ما لم يسبق له استعمال قبل العلمية في غيرها كسعاد وأدد، والمنقول ما سبق له استعمال في غير العلمية، والنقل إما من صفة كحارث، أو من مصدر كفضل، أو من اسم جنس كأسد، ولا يمنع أن يكون النقل من فعل كجنى، ويشكر، وتغلب؛ لأن أصل الألف المقصورة ياء ولا يتغير الحكم حتى لو انتقلت الكلمة للعلمية، والمشهور في العصا أن أصل ألفها واو، أما الفعل «عصى» فأصل ألفه الياء.
وأما (جنى) فتكتب بالألف المقصورة على هيئة الياء ليس غير، وللفائدة إليك القاعدة:
الألف المقصورة في آخر الأسماء الثلاثية تكتب على صورة ياء إذا كان أصل الألف ياءً:
الأمثلة:
1 - قال تعالى: {قُلْ إن هُدى الله هُو الهُدى}.
وقال أيضاً: {قالوا سَمِعْنَا فتىً يَذْكُرهُم يُقَالُ لَهُ إبْرَاهِيم}.
2 - وقال الشاعر:
شكوت إلى سرب القطا إذ مررن بي
وقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل من يعير جناحه
لعلّي إلى من قد هويت أطير
التوضيح:
تأمل المثالين الواردين تحت الرقم (1) تجد الكلمات (هدى، الهدى، فتى) أسماء ثلاثية ينتهي كل منها بألف كتبت على صورة الياء - وتسمى الألف اللينة المقصورة- والسبب في كتابتها على هذه الصورة يرجع إلى أن أصل هذه الألف ياء.
ويعرف أصل الاسم الثلاثي الذي آخره ألف بواحد من أمور ثلاثة:
(أ) بتثنية الاسم مثل (فتى- فتيان) (هدى- هديان).
(ب) برده إلى المفرد مثل (الرُّبا- الربوة).
(جـ) باشتقاق صفة مؤنثة منه مثل (لمى- لمياء).
فكل ألف متطرفة أصلها ياء تكتب على صورة الياء في الأسماء الثلاثية.
انظر بعد ذلك في أمثلة رقم (2) تجد كلمة (قطا) كتبت ألفها بالممدودة، والسبب أن أصل هذه الألف (واو) فكل ألف (لينة) في الأسماء الثلاثية أصلها واو تكتب ألفها طويلة.
واعلم أن كل كلمة بها ألف مقصورة اتصل بها ضمير تكتب بالممدودة ولو كان أصلها ياء نحو (هدى) تقول: (هداكم).
الخلاصة:
1 - الألف اللينة: هي الألف الساكنة المفتوح ما قبلها.
2 - تكتب الألف اللينة في آخر الأسماء الثلاثية مقصورة إن كان أصلها ياء.
3 - تكتب الألف اللينة في آخر الأسماء الثلاثية ممدودة إن كان أصلها واواً.
4 - إذا توسطت الألف اللينة وجب كتابتها ألفاً ممدودة بصرف النظر عن أصلها.
** **
- محمد الخنين
aooa14301@