الثقافية - كمال الداية:
شهدت غرفة الخرج أمسية ثقافية مميزة ضمن أحديتها الثقافية، حيث استضافت الأستاذ عبدالله بن محمد الحسني، مدير تحرير الشؤون الثقافية بجريدة “الرياض”، في لقاء أدار دفته الإعلامي سعود عبدالله الضحوك، بحضور كثيف ومهتم من الجنسين. اللقاء كان بعنوان “الثقافة والصحافة ودورها في التأثير على الواقع الاجتماعي والتفاعل مع التحديات الحديثة.”
استهل الأستاذ عبدالله الحسني حديثه بالإشادة بدور غرفة الخرج في دعم الثقافة، مؤكدًا على أهمية استثمار المال في هذا المجال بقوله: “المال إذا استُثمر في دعم الثقافة يحوِّل جفاءها إلى خضرة.”
تناول الحسني تأثير رؤية 2030 في النهوض بالمشهد الثقافي السعودي، مشيرًا إلى جهود وزارة الثقافة في توسيع دائرة الاهتمام الثقافي بمختلف مجالاته، وضرب مثالًا بمبادرة “الشريك الأدبي” كنموذج رائد لدعم الثقافة وتعزيز الحراك الأدبي في المملكة.
في جانب آخر، تحدث الضيف عن التحديات التي تواجه الصحافة في العصر الرقمي، مشيرًا إلى التحولات الكبيرة التي طرأت على الصحافة التقليدية وضرورة تكيفها مع المتغيرات الحديثة لتبقى مؤثرة وفاعلة في المجتمع.
كما تناول الأستاذ عبدالله بن محمد الحسني جانبًا مهمًا حول تقنية الذكاء الصناعي وتأثيرها المتزايد في ميدان الصحافة والإعلام.
أكد الحسني أن الذكاء الصناعي أصبح أداة فعالة تسهم في تسريع وتيرة العمل الصحفي وتوفير أدوات تحليل دقيقة، ما يعزز جودة المحتوى وسرعة الوصول إلى المعلومة. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التقنية وحدها لا تكفي لصنع صحفي ناجح.
وأشار إلى أن الصحفي يحتاج إلى جهد حقيقي يبدأ من الأساسيات، حيث يتطلب النجاح السير خطوة بخطوة، والتعلم من التجارب الميدانية، وصقل مهاراته ليصل إلى النجومية.
وأضاف: “الذكاء الصناعي يوفر الأدوات، لكن روح العمل الصحفي وشغفه تأتي من التعب والمثابرة.”
هذا التوازن بين فوائد التقنية وأهمية الخبرة البشرية كان من أبرز النقاط التي لفتت انتباه الحضور، مؤكدين عبر مداخلاتهم أهمية الحفاظ على أصالة الصحافة في ظل التطورات التقنية المتسارعة.
تنوعت المداخلات من الحضور، حيث أثارت قضايا مهمة تتعلق بالثقافة والصحافة والتحديات المرتبطة بهما.
في ختام اللقاء، قدمت الأديبة سارة الخزيم إهداءً أدبيًا مميزًا للضيف، تعبيرًا عن تقديرها لإسهاماته الثقافية. كما كرمت غرفة الخرج الأستاذ عبدالله الحسني بدرع تذكاري تقديرًا لجهوده ودوره في تعزيز الحراك الثقافي.
كانت الأمسية بمثابة مساحة حوارية مثمرة، تسلط الضوء على قضايا محورية تجمع بين الثقافة والصحافة وتأثيرهما في تشكيل المجتمع السعودي الحديث.