أحتاج ذاكرةً وسردًا آخرَ
ومدينة تبني فضاءً أكبرا
أحتاج قطعة سُكّرٍ غجريةٍ؛ لأخاتل الشايَ الرديء بأن يضمَّ السُّكّرا
أحتاج تذكرة الذهاب فقط
وأوَّلُ رحلةٍ سأسابق الطيرَ الجريء إلى الذرى
أحتاجُ قائمةً بأمراض الحنين، وكلِّ أعراض العتبْ
فعساه يسعفني الطبيبُ بوصفةٍ
ماذا سيفعلُ للفؤادِ؟
إذا تعثّر في مواقيتِ الـمشاعرِ واضطربْ
أحتاج ذاكرةً وسردًا آخرَ
ومدينة تؤوي العصاة الماردين بكل أنواع الشغبْ
الخارجين عن النصوص، التائبين من الحياد، الموشكين على الهربْ
أحتاج سيفًا من خشبْ
لأطارد الأوهام، أوهام الثقافة والتأمل والسلام الداخليْ
تبًّا لأوهام النُّخَبْ
أحتاج صحبة بائع التين المجفّف وهو يملأ سلة في كفِّ طفلته الجميلةِ في صباحٍ شاعري، حينما كانت تهمُّ بأن تغني في خجلْ
أحتاج تفسيرًا جديدًا للأملْ
أحتاج صحبة فاسدينَ مهذّبينَ
بكل توقير يريقون المواعظ في كلامٍ مبتذلْ
أحتاج نصلًا غائرًا في سيرتـي ينبي بنصٍّ محتملْ
أحتاج ذاكرةً وسردًا آخرَ
وهويةً كبرى أنام بظلها متجذِّرا
أحتاج تأثيث القصيدة بالروائح
والروائحُ سيرة النهر التي لم نروها كي نعبرا
أحتاج رائحة الشراشف بعدما نزف التشهي من مواخير الجسدْ
أحتاج فتوى من فقيه شاعر: يفتي بأنَّ الشعر نفثٌ في العُقَد!
فلربما قد أرعوي... أو يرعوي الغاوون من شر الحسدْ
أو ربما ألتفُّ في جيد القصيدة
مثل حبلٍ من مسدْ!
** **
- يحيى العبد اللطيف