مسعدة اليامي - «الجزيرة الثقافية»:
الكاتبة نور عبد الله كتبت العديد من المقالات في صحيفتي الجزيرة والوطن, صدر لها كتابان الأول بعنوان الجرفانة عن نادي نجران الأدبي بالتعاون مع دار الأدب العربي والثاني بعنوان: إثراءات علم الأولتراوس صدر عن دار تكوين.
تمتلك أسلوباً مميزاً في كتابة المقال الذي يشبه الفسيفساء وشروق الشمس وغروبها وأشكال من عمق التاريخ والتراث التي تبعث على الطاقة المعرفية الثرية - تقرأ ثم تقف لدرجة أنك قد تسأل نفسك هل قرأت علم اجتماع علم نفس, فلسفة, أدب, علوم دينية, تطوير ذات. كل ذلك التكوين تجده منثوراً في تكوين نصوص الكاتبة.
* «اقرأ» ماذا تعني لك تلك الكلمة؟
- كلمة تحمل الكثير من المعاني لمعرفة الوجود وفلسفتة.
* ما أهم الكتب التي قرأتِ قبل الشروع في الكتابة؟
- قرأت الكتاب الكريم القرآن وكانت كلماتهُ هي الملهم الحقيقي الذي يسترشد به كل ذي قلبٍ فطن, وصاحب الفكر المستشعر لعظمة تلك الآيات وما تحمل من قوة في المعنى وما لها من عظيم الأثر في النفس.
قلمي ينتشلني من أصعب اللحظات
* أهم الأسئلة في الكتابة - لماذا أكتب - ماذا أكتب - لمن أكتب - هل سألت نفسك ذلك؟
- يمتلكني حب الكتابة وأهيم بقلمي في لحظات انقطع فيها عن محيطي فينتشلني من أصعب اللحظات وأحلق بتلك الكلمات في جميع أرجاء الكون, أكتب ما يلامس القلب من كلمات عشت لحظتها وتنبع من روحي فهي تُحاكي كل بشر يرتقي بدرجاتٍ عالية من الإحساس لكل معاناة أو موقفٍ ما أو لحظة إدراك أسأل نفسي بها.
من أنا؟ ولم أتيت إلى هنا؟ وكم من الألم أستطيعُ بكلماتي أن أبدد قليلاً منه عمن يحمله ولم يشاركهُ يوماً ما مع أحد وتكون تلك الكلمات بمثابة المتنفس لكل من قرأها بإحساسهِ.
الكتابة لما أعجز عنه من كلام
* هل كانت الكتابة تنفيساً عن طاقة بداخلك؟
- نعم كانت وما زالت هي المتنفس لكل موقفٍ أعجز فيه عن الكلام وترتعش أطرافي حين أصمت عنه ولا أتفوه بكلمة تخرج ما بداخلي, فتكون الكتابة هي بمثابة الصديق الوفي الذي لا يمكن أن يخونك يوماً ويظهرُ سراً همست به بتلك الكلمات وكان مبطناً بطياتها.
استمري يا صديقتي تقدمك يسعدني
* ماذا قالت لك: الصديقة المقربة عندما قرأت ما كتبتِ؟
- كانت كلماتها داعماً وما زالت فهي تردد دائماً «أنتي مبدعة» تختلفين في نظري بطريقة وأسلوب كتاباتك استمري يا صديقتي فأنت تبهجين قلبي بتلك الكلمات لا تتوقفي لحظة ولا تشعريني بالركود, تقدمي فأنا أنتِ وأنتِ أنا يا لها من صديقة عندما أريد أن أتوقف بعضاً من الوقت عن الكتابة فتتردد على مسامعي كلماتها الحنونة استمري يا صديقتي فتقدمك يسعدني كثيراً
لم أهتم بذلك
* كتاباتك صنفت على أنها نثر وخاصة كاتبك الثاني الصادر عن دار تكوين (إثراءات علم الأولتراوس) بينما كتابك الأول الصادر عن نادي نجران الأدبي (الجرفانة) صنف على أنه نصوص.. ماذا تقولين عن ذلك؟ عناوين أعمالك ذات جاذبية خاصة ـ فهل أنت تعمدتِ ذلك؟
- لم أهتم يوماً لتلك التسميات بقدر ما أطمح أن تكون كلماتي هي من يسمي نفسها في نظر من يقرأها. فالقارئ الحقيقي هو من يسمي الكتاب الذي تتردد كلماته بأصدائها في داخله وما تعني له وما اكتسب منها.
الكاتب لا يحدهُ زمان ولا مكان
* أنت مكتفية مثل بقية الكاتبات بنجران وأنا منهن بالكتابة وملامسة المشهد بذلك فقط, أم أن لك رؤية أخرى؟
- لكلٍّ فلسفتهِ الخاصة وموقفه الذي منه تنبع الكلمات، فالكاتب لا يحده مكان ولا زمان والكلمات هي الحر الوحيد الذي تستطيعين به أن تعبري عن كل موقف بعمق وفلسفة قوية لا يدركها إلا قلة من البشر.
كتبي سفيرة بيني وبين القارئ
* هل جربتِ أن يكون لك حضور وجمهور على أرض الواقع تتواصلين معه مباشرة أو عن بعد؟
- لا أُمانع في التواصل مع المتذوقين لكلماتي فهي تجمعني بعديد من الناس من مختلف المحطات التي توجد بها كتبي وتكون سفيرة بيني وبينهم.
* هل هناك خصوصية في كتابة المرأة سواء كانت علمية أو سردية تميزها من ناحية الأسلوب والطرح؟
- من وجهة نظري أن الكاتب سواءً رجل أو امرأة هو من يبرز نفسه بسرده وطرحة لكلماته.
كتابة العديد من الكتب
* ما هي مشاريعك الثقافية المستقبلية؟
- أطلب أن يوفقني الله لكتابة العديد من الكتب التي تحمل الإثراء وتعود بالفائدة على كل من قرأها.
كانت نقلة كبيرة لي
* ما الشعور الذي شعرت به وكتبك موجودة في معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2023؟
- تعجز كلماتي عن حمد الله وشكره، فوجود كتبي في معرض الرياض كانت نقلة كبيرة لي وانتشرت بعدها في جميع معارض الكتب التي تُقام في المملكة وخارجها من دول الخليج هذا بتوفيق الله ثم دعم حكومتنا ورؤيتها التي أتاحت لنا الانطلاق والحرية في كل المجالات.