ازداد الطلب كثيرا في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على عدد من مجلة العربي صدر في شهر أغسطس 1990م -ع 381- وهو الشهر المشؤوم الذي احتل فيه العراق دولة الكويت، مما جعل الكثير من قراء هذه المجلة العريقة والقيمة يناشدون إخوانهم في بعض الأقطار العربية الأخرى، ويوجهون إليهم نداءات متكررة للحصول على نسخة من هذا العدد النادر الذي مضى على صدوره أكثر من 33 سنة، وبعضهم أعلن عن تنازله عن مجموعة من أعداد العربي القديمة مقابل الحصول على نسخة من هذا العدد المفقود، فما سبب ندرته والإلحاح في طلبه؟ مع أنه عدد عادي تظهر على غلافه صورة فتاة يمنية محجبة تدرس في جامعة صنعاء، وتبدو حزينة وكأنها كانت تعلم بما سيحدث لدولة الكويت من احتلال بغيض لم يستمر طويلا، حتى تحررت أخيرا وعادت إلى أهلها دولة ذات سيادة واستقلال، ولتعود تلك المنارات الثقافية والفكرية الكويتية إلى قرائها بانتظام، بعد أن توقفت قسريا لمدة سنة كاملة، مما جعل القارىء العربي يشعر بجوع ثقافي خلال مدة الانقطاع.
وأود أن أشير إلى أن سببب ندرة هذا العدد هو ارتباطه بحدث مهم شغل العالم العربي والغربي- آنذاك - وهو احتلال الكويت من قبل النظام العراقي فجأة وبلا مقدمات، والعدد المذكور صدر قبل الاحتلال بيوم فقط، فلم يوزع بشكل جيد خارج الكويت، وبقي ما لم يوزع منه عرضة للسرقة من جنود الجيش العراقي، ومما يزيد من ندرته هو عدم وجوده في أرشيف وزارة الإعلام!
وقد كتب د. محمد بن سعد الشويعر رسالة إلى رئيس تحرير مجلة العربي - آنذاك- د. محمد الرميحي، يناشده بإرسال نسخة من هذا العدد المذكور، وأنه على استعداد لدفع ثمنه مع أجرة البريد، فأجابه رئيس التحرير في ع 399 الصادر في فبراير 1992م ما نصه: «يؤسفني أن أخبرك بأن عدد أغسطس سنة 1990م قد وصل إلى بعض الأقطار العربية ولم يصل إلى بعضها الآخر، وما كان منه موجود في الكويت فقد مع الغزو، ولن يكون بمقدورنا الآن أن نرسل لك النسخة التي طلبتها»!
وشخصيا كنت من أولئك المحظوظين الذين اقتنوا هذا العدد في حينه، وما كنت أظن أنه سيزداد الاهتمام به مستقبلا، وأني سأكتب عنه هذه الكلمة القصيرة بعد مضي كل هذه السنوات الطويلة!
فحبذا لو أن الإخوة في مجلة العربي أعادوا طباعة هذا العدد - صورة طبق الأصل- لكي يتمكن قراء المجلة من اقتنائه واستكمال ما ينقصهم من أعدادها.
** **
- سعد بن عايض العتيبي