يقول الشاعر الشعبي:
عروق جفنه كنها برق المزون
ومسببه لـ أرصاد الأجواء أرتياب
كل ما ترد الطرف راحو يعلنون
كحد يقرب للسدود وللشعاب
فقلتُ في ذلك:
أبى سحرُ عينيّها لعاشقهِ وِردا
فقد أوثقتْ في القلبِ من حُسنها عقْدا
إذا ضحكتْ تخضرُّ في عينيَ المنى
وفي القلب منها بسمةٌ تُنبت الوردا
كأنّ عروق الجفْن مع كل غمضةٍ
بروقٌ من المزنِ التي تسبقُ الرعدا
ترى دهشة (الأرصاد) في لمحِ طرفها
تبشّرُ بالخيرِ الذي يرسمُ السعْدا
تحذرهم لا تقربوا اليومَ واديًا
ولا تنزلوا سدًّا فقد كَسرت سدا
ففي نشوة (الوديان) إنْ سالَ طرفُها
ستملأ (شُعبانا) فتُثني لها حمدا
وتبتسمُ (الجيلان) من سحر نظرةٍ
لتشرقَ في الآفاق: يا سحرها الفردا
يسير إليها النّاس من شوق لهفةٍ
كأنّ لهم مع كلّ إغماضة وعدا
وفي رمشها غيمٌ من الحب ضاحكٌ
فتفتحهُ شوقًا وتغمضهُ صدّا
وإن غمزتْ لاحت تباشير فرحةٍ
تصيب بها قلبًا لتهوي به قصدا
فيا سحر عينيها كفى القلب لوعةً
هويت به بحرا و أغرقته مدا
فإن وعدتْ بالوصل أحيتْ مشاعرًا
وإن أخلفتْ زادت مشاعرنا وجدا
** **
- أحمد بن سليمان اللهيب