تقوم الصالونات الثقافية والأدبية بدور مكمل للمؤسسات الثقافية والأدبية الرسمية المنتشرة في أنحاء المملكة. ومما يحفز وجودها المؤثّر أنها داعمة للثقافة، ولها إسهام في رفد الجانب الثقافي، ودور إيجابي في إثراء الحركة الثقافية في المملكة، وأصبحت تشكِّل نوعًا فريدًا من أنواع الملتقيات الاجتماعية والثقافية والفكرية. وتعد هذه الصالونات جزءًا من المشهد الثقافي السعودي، وهي نوافذ مشرقة تغرس وتكرس أساساتٍ مهمة في الثقافة، والحوار، وتلاقح الأفكار، وتكريم المثقفين.
ومن هذه الصالونات الرائدة صالون سارة الخزيم بمحافظة الخرج، الذي أصبح صالونًا وملتقىً فكريًا بارزًا في محافظة الخرج يستقطب الأدباء، والعلماء، والمثقفين. ففي ليلة جميلة وبدعوة كريمة من الشيخ محمد بن سيف السبيعي استضاف هذا الصالون بتاريخ 23-12-2023 لقاء بعنوان: «مسافات» مع معالي الدكتور فهد الحمد وزير الاتصالات، وتقنية المعلومات سابقًا، وسعادة الدكتور عبدالله دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة التكنولوجيا والأعمال بجدة، والعضو السابق في مجلس الشورى، وقد أدار اللقاء الشاب الفذ الدكتور حمد بن سليمان الدريهم وازدان اللقاء بحضور عدد من الأكاديميين والمثقفين من بينهم: الأستاذ الدكتور حمد الدخيل، والأستاذ الأديب حمد القاضي، والأستاذ الدكتور محمد الربيع، والأستاذ الدكتور عبدالله الحيدري، والدكتور صالح الغامدي بالإضافة إلى المهتمين بالمجال الثقافي. وتناول اللقاء مسيرتهم التعليمية والعلمية، وما واجهوه من صعوبات وعقبات في مسيرتهم، وابتدأ الحديث الدكتور فهاد الحمد، إذ استعرض مسيرته التعليمية والعملية في منطقة الجوف، والصعوبات التي واجهته والتحولات في مسيرته العلمية من مدرس لتربية الفنية، وموظف في إدارة تعليم بالجوف، ثم إلى نائب لمدير معهد الإدارة العامة للبحوث والمعلومات، ثم عضو في مجلس الشورى، ثم مساعد في مجلس الشورى ثم وزير للاتصالات والمعلومات. وانتقل الحديث بعد ذلك للدكتور عبدالله دحلان الكاتب السعودي والاقتصادي المعروف فتحدث عن مسيرته في الحياة التعليمية والعملية من سائق (أوبر)، ثم إلى العمل في أيّام الحج، حتى شغل العديد من المناصب كان من أبرزها عضويته في مجلس الشورى وتكليفه بمنصب أمين الغرفة التجارية بجدة ورئاسة أمناء جامعة التكنولوجيا والأعمال في جدة، وأوضح أن من أجمل الدروس التي تعلمها في حياته وشبابه هو الاعتماد على النفس لا على الآخرين؛ لأنّ الاعتماد على النفس -من وجهة رأيه- يسهّل صعوبات الحياة والتغلب عليها، وأن الحياة الصعبة التي واجهها المبدعون ونجحوا لتجاربهم الناجحة أمثله حية، فمنهم أصبحوا رؤساء للشركات، ووزراء، ومبتكرين، ويمكن القول أنّ تجاربهم الحياتية الثرية والعصامية مفيدة لجيل الشباب، ومثال حيٌّ لقيمة وثمرة الإصرار والكفاح في سبيل تحقيق النجاح، وهي نبراس مرشد لطلاب الجامعات، وموظفي القطاع العام والخاص إذا أرادوا أن يكونوا ناجحين وبارزين في حياتهم.
وتعطّر هذا اللقاء بالمداخلات من بعض الحاضرين، التي أثرت اللقاء، وفي نهاية الحفل تم توزيع الدروع التذكارية، وتكريم ضيوف اللقاء وبعض المثقفين الذين حضروا اللقاء، وقد اختتم اللقاء بحفلة عشاء أقامها الشيخ محمد بن سيف السبيعي، المعروف بكرمه وحفاوته بالمدعوين، وكانت ليلة من أجمل الليالي التي لا تنسى في مركز الضبيعة بمحافظة الخرج.
** **
- د.زيد بن علي الدريهم