في عالم تتسارع فيه الأحداث، وتتعاظم فيه التحديات، يبقى الأمن هو الأساس الذي يُبنى عليه كل إنجاز، والاستقرار هو الجسر الذي تعبر عليه الأمم نحو المستقبل. فحين تتوافر الطمأنينة، يزدهر الاقتصاد، وتنمو المجتمعات، وتتحقق الطموحات. ومنذ أن بايع الشعب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد في 21 يونيو 2017، الموافق 26 رمضان 1438هـ، بدأت المملكة فصلاً جديدًا من التحولات الكبرى، لم يكن الأمن مجرد أولوية في سياسات الدولة، بل رؤية متكاملة تستهدف بناء وطن قوي ومستقر، قادر على مواجهة المتغيرات الإقليمية والعالمية بثقة واقتدار.
قاد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، جهودًا كبيرة لضمان أمن الوطن وحماية المجتمع من التهديدات المتعددة. فشهدت الأجهزة الأمنية نقلة نوعية، سواء على مستوى التجهيزات والتقنيات الحديثة، أو من خلال رفع كفاءة الكوادر الأمنية، مما أسهم في تعزيز الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي مخاطر محتملة. كما جاءت الإصلاحات التشريعية والقانونية لضمان سيادة القانون وتحقيق العدالة، وهو ما انعكس إيجابيًا على استقرار المجتمع وجاذبية البيئة الاستثمارية، فأصبحت المملكة نموذجًا يحتذى به في الحوكمة الأمنية والعدلية.
أولى ولي العهد ملف مكافحة الإرهاب والتطرف أهمية كبرى، فانطلقت المملكة في مواجهة هذه الظواهر عبر نهج استباقي، يشمل الضربات الأمنية الدقيقة، والملاحقات القضائية، إضافة إلى العمل على تجفيف منابع الفكر المتطرف من خلال نشر قيم الاعتدال والانفتاح.
وقد تُوِّجت هذه الجهود بتأسيس «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)» ليكون منصة عالمية لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة التسامح. وبفضل هذه الاستراتيجية، نجحت المملكة في تقليص الأنشطة الإرهابية وتحقيق مستوى عالٍ من الأمن، ما جعلها في مصاف الدول الأكثر أمانًا في العالم.
على الصعيدين الإقليمي والدولي، لعبت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد دورًا فاعلًا في تعزيز الأمن والاستقرار من خلال بناء تحالفات استراتيجية، والمشاركة الفاعلة في جهود مكافحة الإرهاب العابر للحدود. وكان التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أحد أبرز المبادرات التي أسهمت في مواجهة التهديدات الأمنية الكبرى. كما عززت المملكة مكانتها الدبلوماسية من خلال المبادرات السلمية التي تسعى لحل النزاعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
لم تكن جهود الأمير محمد بن سلمان في مجال الأمن والاستقرار مجرد قرارات وإجراءات، بل رؤية متكاملة تعكس حرص القيادة على بناء وطن آمن ومزدهر. واليوم، وبعد سنوات من مبايعته، باتت المملكة نموذجًا في تحقيق الأمن والاستقرار وسط عالم يموج بالتحديات.
وفي هذه المناسبة، نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويمده بموفور الصحة والعافية، وأن يوفق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويديم على المملكة أمنها واستقرارها، لتبقى واحةً للنماء والتقدم، وموطنًا للرخاء والازدهار.
** **
- سامي بن ناصر الدريويش