الثقافية - علي القحطاني:
علم تحقيق النصوص، علمٌ عربيٌ أصيل، لا كما يُظن، ويُشاع أنه من اختراع المستشرقين كما يقول د.محمد بن سليمان المهنا في لقائه مع «الثقافية» من خلال اهتمامه اطلاعا وتأليفا عن تاريخ نشر التراث العربي، وكانت الكُتُب قبل ذلك التاريخ تُكتب بخط اليد (وهذا ما يُسمّى بالمخطوطات) حتى عُرفت الطباعة أوّل مرة في ألمانيا في القرن الخامس عشر الميلادي، وهو القرن التاسع الهجري، وينقل لنا د. محمد المهنا على أن أول كتاب طُبِعَ في العالم: هو ما سُمِّي بـ(الكتاب المقدَّس) وأنه طُبع في ثلاثة مجلدات عام 854هـ / 1450م وبعد اكتشاف صناعة الطباعة في ألمانيا تتابع إنشاء المطابع في أرجاء أوروبا، في روما وفي لندن وفي ليدن وفي باريس وفي غيرها، وأمّا الكتب التي طُبِعت باللغة العربيّة فمن أوّلها كتاب الآجرومية في النحو، طُبِعَ بمدينة روما عام 1000هـ / 1592 م
كما تحدث د. محمد بن سليمان المهنا عن تاريخ الطباعة في عندما جاءت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون،وبعد خروج الفرنسيين من مصر أُنشئت مطبعة عُرفت باسم (المطبعة الأهلية) أيضا، وذلك في عام 1819 م أي من أكثر مئتي سنة، ثُم نُقِلت هذه المطبعة إلى بولاق على ضفاف النيل فعُرفت بمطبعة بولاق أو بالمطبعة الأميرية، ولا تزال تُسمّى بذلك إلى الآن ويتحدث د.محمد بن سليمان المهنا عن زيارته لمقرّ مكتبة الخانجي قبل سنوات وهي في شُقّة علويّة في بناية من بنايات مدينة القاهرة وكان أحمد زكي باشا- هو أول من كتب كلمة (تحقيق) على أغلفة الكتب، ولم يكن ذلك معروفاً قبله، وقد قام بتحقيق كتاب «أنساب الخيل» وكتاب «الأصنام » وكلاهما لابن الكلبي، كما أنه من أوائل من اعتنى بعلامات الترقيم، وألّف في ذلك كتاباً سمّاه (الترقيم في اللغة العربية) طُبع في مطبعة بولاق قبل مئة عامٍ ونَيّف.
نشر التراث العربي
* الحديث عن تاريخ نشر التراث العربي حديث مهم كثير الفوائد..لو لخّصتَ لنا بعض تلك الفوائد؟
فالحديث عن هذا الموضوع له فوائدُ عديدةٌ أذكر أربعا منها:
الأولى: التأكيد على أن علم تحقيق النصوص، علمٌ عربيٌ أصيل، لا كما يُظن ويُشاع، أنه من اختراع المستشرقين.
فقد عُني بهذا الفن، المُتْقِنون من علماء الإسلام في عصور ازدهار العلم، وأخصّ منهم علماء الحديث الذين رسموا لنا قواعد النقل، وأصول التحقيق والتصحيح.
يقول الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله-: (لم يكن هؤلاء الأجانب «يعني المستشرقين» مبتكري قواعد التصحيح، وإنما سَبَقهم إليها علماء الإسلام المتقدِّمون، وكتبوا فيها فصولاً نفيسة.. فابتكروا هذه القواعدَ لتصحيح الكتب المخطوطة، إذْ لم تكن المطابع قد وُجدتْ، ولو كانت لديهم لأتوا من ذلك بالعَجَبِ العُجَاب، ونحن وارثو مجدهم وعِزِّهم، وإِلينا انتهت علومهم، فلعلنا نَحْفِزُ هِمَمَنا لإتمام ما بدأوا به).
الفائدة الثانية من فوائد طرق هذا الموضوع: الحث على نشر التراث وحمايته وإجلاله وتوقيره وبذلِ الجهد لتنقيته من التحريف والأغلاط، ودعوةُ أهل الخير للاقتداء بهمّة السالفين ونشاطهم في العناية به وتحقيقه وإخراجه إلى النور.
الثالثة: معرفةُ تاريخ العلماء الذين مَهَّدوا لنا الطرق، وذلّلوا العقبات، وأزالوا الصعاب، حتى أطلعونا على تراثنا العظيم، وذلك حين قاموا بنشره وإذاعته.
الرابعة: معرفةُ الفَرْق بين طبعات الكتب، فإنه ما من كتاب -كما تعلمون- إلا، وله في الغالب طبعاتٌ عديدة ونشراتٌ مختلفة، وهذه الطبعات والنشرات تتفاوت قوةً وضعفا، صحةً وسَقَما، وحديث العارف يُجلّي للمستفيد كثيراً مما قد يخفى عليه في هذا المجال الذي لا يخلو من صعوبة لحاجته إلى الاستقراء، وإلى الدأب وسعة الاطّلاع.
نشأة صناعة الطباعة
* نرغب في معرفة نبذة عن نشأة صناعة الطباعة في العالَم الغربي والعالمَ العربي؟
عُرِفت الطباعة أول ما عُرِفت في القرن الخامس عشر الميلادي، وهو القرن التاسع الهجري.
نَعَم .. كانت الكُتُب قبل ذلك التاريخ تُكتب بخط اليد (وهذا ما يُسمّى بالمخطوطات) حتى عُرفت الطباعة أوّل مرة في ألمانيا في القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك عام ألف وأربعمئة وأربعين للميلا د أو قبلها أو بعدها بقليل، ومعنى ذلك أنّ الطباعة عُرفت في العصر الذي عاش فيه الإمام الحافظ ابن حجر المتوفّى عام ثمانمئة واثنين وخمسين للهجرة!
ذَكَر ذلك جمعٌ من المؤلّفين في تاريخ الطباعة مثل كوركيس عوّاد وعبدالجبّارالرفاعي وغيرهما.
ونصّ كوركيس عوّاد في كتابه المعروف بالذخائر الشرقية على أن أول كتاب طُبِعَ في العالم: هو ما سُمِّي بـ (الكتاب المقدَّس) وأنه طُبع في ثلاثة مجلدات عام ثمانمئة وأربعة وخمسين للهجرة، وهو العام الموافق لعام ألف وأربعمئة وخمسين للميلاد، أي أن هذا الكتاب طُبِعَ من قرابة ستمئة سنة، ويوجد منه الآن بعض النُّسَخُ، لكنها شديدة النُّدْرَة.
بعد اكتشاف صناعة الطباعة في ألمانيا تتابع إنشاء المطابع في أرجاء أوروبا، في روما وفي لندن وفي باريس وفي غيرها.
أمّا الكتب التي طُبِعت باللغة العربيّة فمن أوّلها كتاب الآجرومية في النحو، طُبِعَ بمدينة روما عام ألف وخمسمئة واثنين وتسعين للميلاد، وهو العام الموافق للعام الألف من الهجرة، أي أنّ الكتاب طُبع من أكثر من أربعمئة وأربعين سنة.
وبعد ظهور المطابع وانتشارها في أوروبا أُنشئت المطابع في الشرق ابتداءً بالآسِتانة، وهي مدينة اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، ومروراً بمصر والعراق ولبنان وفلسطين، وغيرها من حواضر الإسلام.
تاريخ الطباعة في مصر
* هل كانت مصر رائدة في مجال طباعة الكُتُب؟
نعم، في مصر استقرّت هذه الصنعة الشريفة (صنعة الطباعة) وراجت سوقها، حتى صارت مصر قبلة الناس من حيث حركة الطباعة والصحافة والفكر والأدب.
بدأت الطباعة في مصر قرابة عام ألف وثمانمئة للميلاد، عندما جاءت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون، وجاءت معها بمطبعة لأجل طباعة المنشورات والأوامر باللغة العربية لتوزيعها على المصريين، وكانت تلك المطبعة تعمل، وهي على السفينة الراسية في البحر الأبيض المتوسّط، على ساحل مدينة الإسكندرية، وأُطلق على تلك المطبعة اسمُ (المطبعة الأهليّة) ثُم نُقلت بعد ذلك إلى القاهرة واستمّرت بضع سنين حتى خرج الفرنسيون من مصر وارتد نابليون إلى فرنسا خاسئاً وهو حسير.
مرّت عشرون سنة بعد خروج الفرنسيين من مصر، وليس في مصر طباعة، ولا مطبعة، ثم أُنشئت مطبعة عُرفت باسم (المطبعة الأهلية) أيضا، وذلك في عام ألف وثمانمئة وتسعة عشر للميلاد، أي من أكثر مئتي سنة، ثُم نُقِلت هذه المطبعة إلى بولاق على ضفاف النيل فعُرفت بمطبعة بولاق أو بالمطبعة الأميرية، ولا تزال تُسمّى بذلك إلى الآن.
مطبعة بولاق
* نسمع كثيراً عن بولاق، هل هو اسم مطبعة أم ماذا؟
بولاق حيّ قديم من أحياء القاهرة وهو كما أسلفتُ على ضفاف النيل، وبقربه الآن بعض المعالم المعروفة في وسط القاهرة ومن أشهرها مبنى الإذاعة والتلفزيون ماسبيرو، وفي هذا الحي أقيمت المطبعة، وعلى اسمه أُطلق اسم المطبعة، فأصبح الناس يقولون: مطبعة بولاق، وطبعة بولاق، ونشرة بولاق، ومثل هذا.
وما تزال هذه المطبعة العتيدة (أعني مطبعة بولاق) باقية إلى يومنا هذا في مبنى جديد على ضفاف النيل، تقوم بطبع المنشورات الحكومية وبعض مطبوعات مَجْمع اللغة العربية.
نشر التراث في مصر
* ما هي مراحل نشر التراث في مِصر ومن هم أبرز رجالاتها؟
نستطيع أن نقسم مراحل نشر التراث في مِصر إلى أربع مراحل..
المرحلة الأولى: مرحلة الناشرين الأّوّلين حين بدأت حركة الطباعة في مصر، نهض العلماء المصريّون لهذا الأمر الجديد خير نهوض، وقاموا إليه أحسن قيام، وتسابقوا إلى طباعة الكُتُب الإسلامية والعربية التي كانت قبل ذلك مخطوطاتٍ في دكاكين الورّاقين، فجمعوا تلك المخطوطات، وطبعوها ثُم راجعوا تلك المطبوعات، وصحّحوها ثم نشروها، فكان ذلك فتحاً عظيماً على مُحبّي العلم والمعرفة.
ومما طُبع في تلك الحِقبة، ولم يكن مطبوعاً من قبل: تفسيرُ الطبري، وفتحُ الباري، وكتابُ سيبويه، ولسانُ العرب، والقاموسُ المحيط، ومنهاج السُّنَّة لابن تيميّة، وغيرُها كثيرٌ، من الموسوعات العلمية الكبيرة.
وممّا تميّزت به تلك الحِقبة أنّ محرّري المطابع كانوا من العلماء وطلبة العلم الأزهريّين، ممّن أخذ بحظ وافر من علوم الشريعة واللغة، أما المشرفون على تلك المطابع والمصحّحون لتلك الكتب، فكانوا من عُلماء الأزهر، ومن أشهرهم وأكثرهم نشاطاً وحضوراً الشيخ نصر الهوريني، وهو من علماء اللغة والأدب، وله الفضل في تصحيح كثير من الكتب في اللغة والأدب والتاريخ، ثم إنّه ألّف كتاباً في أصول الكتابة والإملاء سمّاه: المطالع النصريّة للمطابع المصرية.
ومن مشاهير مُصحّحي مطبعة بولاق: الشيخ العالم محمد بن عبد الرحمن المعروف بـ (قُطّة العدوي) المتوفّى عام ألف ومئتين وواحد وثمانين للهجرة، وكانت له عناية بالنحو، ومن مؤلّفاته المطبوعة: فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل.
وكان عمل هؤلاء المصحّحين عملاً فائقاً فقد كانوا -كما أسلفتُ- من طبقة مشايخ الأزهر الفضلاء، وكا نوا يقومون بأعمالهم هذه في أمانة تامّة وحرص شديد، فندر في مطبوعاتهم التصحيف والتحريف، وجاءت النصوص التي أخرجوها، نصوصاً كاملةً صحيحةً (في الغالب) لا سقط فيها ولا خلل.
وانتشرت بعد ذلك المطابع في مصر كمطبعة دار المعارف ومطبعة السعادة والمطبعة الجمالية والمطبعة الميمنية، وهي التي طبعت مسند الإمام أحمد في ستة أجزاء، وهي طبعةٌ معروفةٌ كان عليها العزو قبل ظهور الطبعة الجديدة التي حققها الشيخ شعيب الأرناؤوط ومن معه، بإشراف الشيخ عبدالله التركي.
هذه المرحلة: (مرحلة نشأة الطباعة في مصر وما كان فيها من عمل كبير لكبار المصححين في مطبعة بولاق وما جاء بعدها) هي المرحلة الأولى من مراحل النشر في مصر حسب التقسيم الذي قسّمه العلّامة الطناحي رحمه الله.
مّا المرحلة الثانية فهي التي سمّاها: مرحلةَ الناشرين النابهين:
وهم طبقة من عُظماء الناشرين في مِصْر، جاهدوا في سبيل نشر التراث، فنفع الله بهم نفعاً كبيراً، منهم محمد أمين الخانجي، ومحب الدين الخطيب، ومحمد منير الدمشقي، وحسام الدين القُدْسي، وأربعتهم من الشاميين الذي استوطنوا مصر، وقد كان لهم شأوٌ كبير في مجال النشر.
1- أمّا الخانجي: فهو رجلٌ حلبيٌ انتقل إلى مصر في حدود عام ألف وتسعمئة للميلاد وهو ابن عشرين سنة وكان مُحبّاً لنسخ المخطوطات، فلما استوطن مصر، أنشأ مكتبة الخانجي التي نشرت كثيراً من الموسوعات كتاريخ بغداد وحلية الأولياء والإصابة ومعجم البلدان وبدائع الصنائع، ثم عُنيت بنشر تُراث شيخ الإسلام ابن تيمية، وفي ذلك يقول الشيخ محمد حامد الفِقِي رحمه الله: «وكان للسيد محمد الأمين الخانجي فضلٌ عظيمٌ في نشر كُتب شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله».
ثُم طَبَعَت مكتبة الخانجي بعد ذلك كُتُب بعض المحققين الكبار كعبد السلام هارون ومحمود شاكر ورمضان عبدالتواب والنبوي شعلان وعادل سليمان وعبدالرحمن العثيمين والطناحي، وغيرِهم من أهل العلم.
وقد زُرت مقرّ مكتبة الخانجي قبل سنوات وهي في شُقّة علويّة في بناية من بنايات مدينة القاهرة، ولا زال للمكتبة حضورُها في معارض الكتاب إلى يومنا هذا.
وأمّا مُحب الدين الخطيب فكاتبٌ دمشقيٌ عظيم القدر، استقرّ في القاهرة وأصدر مجلتين معروفتين هما مجلة الفتح ومجلة الزهراء، وأنشأ المطبعة السلفية التي طبعت كُتُباً كثيرةً منها فتحُ الباري للحافظ ابن حجر الذي طُبع من قَبْلُ بمطبعة بولاق، وصدرت طبعةُ المطبعة السلفية لفتح الباري مزدانةً بمقدمةٍ لشيخ العصر الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز- رحمه الله-، ذكر فيها أنه قابل المجلد الأول على طبعة بولاق وعلى نُسختين خطّيتين، وأنّه علّق على بعض المواضع من كلام الحافظ ابن حجر، ولاسيّما ما يتعلّق منه بالعقيدة.
2- وأما محمد منير الدمشقي فأنشأ المطبعة المنيرية التي نشرت كثيراً من مهمات كتب التراث كالمُحلّى والمجموعِ والكاملِ في التاريخ وغيرها.
3- وأمّا حسام الدين القُدسي فنشر كثيراً من كُتُب التراث كـ (شذرات الذهب) لابن العماد، و(الضوء اللامع) للسخاوي وغيرها.
4- ومن رجال تلك المرحلة -التي سمّاها الطناحي بمرحلة الناشرين النابهين-: الشيخ محمد حامد الفِقِي الذي أنشأ مطبعة السُنّة المحمّدية ونشر فيها كثيراً من تُراث شيخ الإسلام ابن تيميّة وتلميذه ابن القيّم، وقد لقي دعماً من حكومة المملكة العربية السعودية ومن بعض رجالاتها، لحرصه على تُراث العلماء السلفيين.
المرحلة الثالثة: مرحلة دارِ الكتب المصريةّ:
ودارُ الكتب المصرية مكتبة وطنية تضم عشرات الآلاف من الكُتُب والمخطوطات، وكان فيها قسمٌ لنشر الكُتب، خرج منه الكثير من التراث العربي بأسلوب جديد جميل يجمع الأصالة العربية إلى الحداثة الأوروبيّة فجاءت أعمال تلك المرحلة أعمالاً متقنة ناضجة من حيث استكمال الأسباب العلمية، واصطناع الوسائل الفنية، المُعِينة على إخراج التراث إخراجًا دقيقًا، يقوم على جمع نُسخ الكتاب المخطوطة، والمفاضلة بينها، ثم اتخاذ إحدى النسخ أمّاً أو أصلا، وإثبات فروق النُسخ الأخرى، وما يتبع ذلك من إضاءةٍ للنص ببعض التعليقات والشروح، وصُنع الفهارس التحليليّة الكاشفة لكنوز الكتاب، وما يسبق ذلك كله من التقديم للكتاب، وبيان مكانته وموضعه من كتب الفن الذي يعالجه، ثم الترجمة لمؤلفه.
ومن دار الكتب المصرية خرجت بعض أُمهات الكتب كـ (تفسير القرطبي ) وأوائل (درء تعارض العقل والنقل و(صبح الأعشى) و(النجوم الزاهرة) وغيرها.
ولعل الفضل في هذه المواءمة بين الأصالة والمعاصرة يعود لشيخ العروبة أحمد زكي باشا فقد كان صاحب صِلات بالأوروبيين فاستفاد من طريقتهم في تحقيق الكتب ونقل أحسن ما عندهم إلى دور النشر العربية، وفي ذلك يقول العلّامة عبد السلام هارون: ولعل المغفور له أحمد زكي باشا، هو أول نافخٍ في بوق إحياء التراث العربي على المنهج الحديث.
وهذا الرجل -أعني أحمد زكي باشا- هو أول من كتب كلمة (تحقيق) على أغلفة الكتب، ولم يكن ذلك معروفاً قبله، وقد قام بتحقيق كتاب «أنساب الخيل» وكتاب «الأصنام » وكلاهما لابن الكلبي.
كما أنه من أوائل من اعتنى بعلامات الترقيم، وألّف في ذلك كتاباً سمّاه (الترقيم في اللغة العربية) طُبع في مطبعة بولاق قبل مئة عامٍ ونَيّف.
** **
@ali_s_alq