1
قلّبت نظراتها بين صورتها في حفلة زواجها وصورتها الآن في المرآة، تناهى إليها صوته ثملاً متوعّداً، رجفتْ هلعاً خرجتْ تسأله ماذا يريد...؟ كان خارج البيت!
2
صوت بكاء طفلتها ذات العشر السنوات في غرفتها كان غريباً هذا الصباح، صمتت كي تستبين الأمر، سمعت صوت بكاء الطفلة وصوت والدها الثمل معاً، انهارت مسرعة تفتح باب غرفة الطفلة، وجدت طفلتها غارقة في النوم.
3
الأستاذ في غرفة الضيوف منهمك في تدريب الطفل العيي على نطق بعض الحروف، بلغ التاسعة ولم يستطع نطقها، فجأة سمع الأستاذ صوت ارتطام وصراخ امرأة، سأل الطفل عن الأمر فاختفى لسان الطفل!
4
لمحت عينه تتلصّص بين الستارتين ، خشيت أن يفضحها بين جاراتها الزائرات، قامت وأسندت ظهرها على الفراغ بين الستارتين!
5
من نافذة غرفتها أطلّت لتبصر في الشارع رجلاً أسود يفتح الباب الخلفي لسيارة زوجها ويضع صندوق قوارير، هبطت الدرج، فتحت الباب الخلفي للسيارة، حملت الصندوق سمعت صوت صراخ زوجها داخلها أفلتت الصندوق فسالت رائحة عفنة.
6
كادت أضلعها تنفجر من تراكم الكلمات القاتمة، لم تجد أذناً مشرعة تغرف من صدرها شيئاً من الكلمات.
7
لم يكن يؤنسها في صخب أيّامها غير صورة والدها التي علّقتها على جدار المطبخ، تتطلّع إليه.. تشكو له ضنك أيّامها، في آخر الليل سمعت صوت سقوط الصورة وتهشّم إطارها الزجاجي، فزع زوجها من نومه وأشرع النافذة ليرى من يطرق الباب.
8
يغمض عينيه بخدر، تأمّلته وكأنّها تراه للمرّة الأولى، أغمضتْ عينيها تذكّرتْ وجه أمّه كانت تشبهه كثيراً، بصقتْ في الهواء.
9
غبي، كان يظن أنّه إذا وضع عدّة أحذية خارج غرفة مجلس الضيوف سأظنّ أنّه يجلس مع ضيوفه!
10
حلّت الكارثة التي كانت تجهد في اتقائها، في غفلة منها وغفوة، تسلّل ليلاً كسارق، وسفح البراءة!
** **
- عبدالكريم النملة
@rhrh5576