عبدالرحمن التويجري - بريدة:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، على المسؤولية التي تقع على المتخصصين في التاريخ في تعريف الأجيال الحالية بماضي وطننا الغالي، وما بذله الآباء والأجداد من تضحية كبيرة، وتسليط الضوء على المحطات الزمنية في تاريخ السعودية، وأن هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية، لم يأت بسهولة وإنما جاء بعد معاناة وتوحيد ولم الشتات.
جاء ذلك، خلال رعاية ندوة: «ذكرى التأسيس في حياة أمة» بمشاركة عدد من المتحدثين المتخصصين وذلك في قاعة الدرعية بديوان إمارة منطقة القصيم، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فهد الفيصل وعدد من المسؤولين والمواطنين بالمنطقة.
وأورد سمو أمير منطقة القصيم خلال الندوة استشهاداً بالدور البطولي لأئمة الدولة السعودية في مرحلة التأسيس، حيث ذكر سموه قصة استشهاد الإمام عبدالعزيز بن محمد – رحمه الله - في المسجد حينما كان يؤم المصلين في الدرعية على يد أحد أعداء الدولة من خارج الجزيرة العربية.
كما تطرق سموه إلى قصة أخرى في هذا السياق تمثلت في عرض الإمام عبدالله بن سعود – رحمه الله – تسليم نفسه لقوات إبراهيم باشا مقابل الحفاظ على أرواح أهل الدرعية وسلم نفسه ولم يف قائد القوات العثمانية بوعده، وتم إرسال الإمام عبدالله بن سعود رحمه الله تحت الحراسة للعاصمة العثمانية ولكن تم إعدامه هناك رحمه الله.
وأشار سموه إلى أهمية ذكرى يوم التأسيس التي نستشعر فيها ما تحقق لبلادنا من أمن وأمان واستقرار وتطور وازدهار بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، لافتاً سموه أن ذكرى يوم التأسيس تؤكد على الإرث التاريخي المشرف لبلادنا والعمق التاريخي للوطن، داعياً سموه الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وان يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان وأن يرزقنا شكر نعمته.
وخلال الندوة تحدث أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود الدكتور محمد العبداللطيف عن ارتباط وادي حنيفة بأحداث بارزة في تاريخه خاصة لكونه يتميز ببيئة طبيعية فريدة بتربتها الخصبة ومياهها العذبة ووجود عدد من الأقوام كطسم وجديس، وفيما بعد أصبحت «حجر» كبيرة ومركزا مهما، مشيرا إلى أنه تأسست قربها عدد من المدن الأخرى على ضفاف وادي حنيفة ومنها غبراء التي تقع شمال حجر وقريبة من مواقع الدرعية الحالي وأصبح بنو حنيفة لهم السيادة على ضفتي الوادي لقرون طويلة.
وقال العبداللطيف بأن دولة المدينة في الدرعية عملت على الحفاظ على المكتسبات التي بدأها الأمير مانع المريدي واستطاعت تحقيق نجاحات متنوعة وإثبات وجودها ونفوذها ودورها في المنطقة، والتي امتدت لثلاثة قرون، بلغت بها للوصول إلى مرحلة التحول من دولة المدينة إلى دولة ذات فكر مرتبط بالوحدة وقائمة على الأمن والاستقرار، وهذا ما تحقق على يد الإمام المؤسس محمد بن سعود – رحمه الله -.
كما تحدث الباحث التاريخي الدكتور عبدالله الزازان، عن دور الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حيث أشار الى أن يوم التوحيد هو امتداد ليوم التأسيس ويجر بصورة منطقية للحديث عن الرجل الفذ الملك عبدالعزيز الذي كان هو العزيمة الواثبة وراء قيام المملكة العربية السعودية كما يعرفها الناس اليوم، مبيناً بأن الملك عبدالعزيز قد أدرك بأنه ليس هنالك حل لمشاكل الجزيرة العربية إلا عن طريق فرض الوحدة وبناء مجتمع متجانس يقوم على العقيدة الإسلامية تتقارب فيه القيم والمبادئ والتقاليد، لافتاً بأن التوحيد لم يكن أمًرا سهًلا بل كان عمًلا مضنيًا استغرق ثلاثين عاما من 1902م إلى 1932م.
ويقول الزازان: كان الملك عبدالعزيز بالإضافة إلى عبقريته العسكرية المعروفة ذا حس سياسي خارق إذ انه لم يتوقف عند مجرد التوحيد بل توجه فورا لتثبيت كيان الدولة بحيث يصير لها وحدة حضارية تواصل بها الرسالة التي قامت بها الجزيرة العربية قديما في حياة البشرية ولذلك كان الملك عبدالعزيز فخورا وشاكرا لله على توحيد الجزيرة العربية بعد شتات وفرقة.
وشهدت الندوة عددا من المداخلات للمتخصصين في التاريخ الذين أثروها بالمعلومات التاريخية عن تأسيس المملكة العربية السعودية.