إنها شجرة مباركة.. وافرة العطاء.. غرسها في أرض الجزيرة المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - عام (1139هـ) (1727م)، وتعاهدها وذاد عنها، حتى امتدت جذورها في نواحي جزيرة العرب، وتفرعت وأزهرت وجادت بالخيرات؛ فكان منها قادة أسهموا في توحيد البلاد ونهضتها، وعلماء وأدباء، ودعاة خير وإصلاح، ومن ثمراتها مناصرة الدعوة الإصلاحية وحمايتها، التي جدد أئمتها، ما انْدَرَسَ من معالم الدين الحنيف، فعم نورها نواحي الجزيرة العربية؛ فنشأت الحواضر، وقامت المدن، وأَمِنَت السبل؛ فلم يعد أحد يخشى على نفسه وماله، بل صارت مضرب المثل في الأمن والاستقرار، وازدهرت التجارة، وقامت نهضة علمية لم تعهد في وسط أرض الجزيرة، ولا تزال آثارها ممتدة إلى الزمن الحاضر- وستبقى بإذن الله - لقد تتابع عطاء هذه الشجرة المباركة فجادت ولا تزال؛ فكان منها الدولة السعودية الثانية (1240- 1309)، والدولة السعودية الثالثة (1319) التي نهض بها الإمام المجدد الملك عبد العزيز- رحمه الله - وبلغت من المجد ذروته والسؤدد غايته، ولن يزال خيرها ممتداً، وظلها وارفاً على العباد والبلاد، وعلى الإسلام والمسلمين وعلى العالم أجمعين.. إن الحقيقة التي لابد أن نعلمها ونتأملها: أن ارتباط أرض الجزيرة العربية بهذه الأسرة المباركة ارتباط مقدر من العزيز الخبير الذي هيأ الإمام المؤسس، ودله ويسر له غرس أصلها في هذه الأرض المباركة، لحِكَم يعلمها سبحانه؛ وما احتضانها ومؤازرتها للدعوة الإصلاحية، ونشرها للعقيدة السليمة، وتفانيها في خدمة الحرمين، وتيسير أمور الحج والعمرة، والمبادرة إلى نصرة المسلمين، ومواساتهم، والمنافحة عن قضاياهم إلا من تلك الحِكَم التي أجراها الحق تبارك وتعالى على أيدي قادة هذه الدولة المباركة.. إن هذا الارتباط: مشاعر متأصلة ممتدة في قلوب أبناء هذه البلاد المباركة وستظل - بأمر الله تعالى - هذه الدولة المباركة مصدر خير وبركة، وأمن وأمان للعباد والبلاد، والإسلام والمسلمين.
حفظ الله تعالى دولة آل سعود راسخة شامخة، وأبقاها وارفة الظلال، ورحم الله واضع أسسها الإمام المؤسس، وجميع من تعاقب وتولّى الذود عنها من ذريته المباركة، وحفظ الله راعيها وباعث أمجادها وتاريخها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين.
** **
- د. فهد بن عبدالله المزعل