تتذكر المملكة العربية السعودية في يوم 22 فبراير من كل عام بدايات تشكُل الوطن من العاصمة الأولى «الدرعية».. وتحضر صُور ترسيخ لبناته إلى الذهن على يد المؤسسين الأوائل له....، حيث لم يسبق للسعوديين أن تحرروا من احتلالٍ غاشم كالدول الأخرى، بل قام رجال البلاد بصناعة هذا الوطن الكبير لبنةً.. لبنةً... حتى حقق الوحدة العظمى، إن يوم التأسيس السعودي يشهد على صناعة الشيء من لا شيء.....، وهذا أمر يصعب تحقيقه فضلاً عن المحافظة عليه....، إن رجال آل سعود كانوا يصنعون الخطوات لمستقبل أفضل للمجتمع كله، فلم يوقفهم الإخفاق في المحاولات الأولى، فأتت الدولة الأولى ثم الثانية وأخيراً الثالثة؛ إذ إن الإصرار مطيتهم وديدنهم، فإذا بنا نفخر كل عام... وعام..... بهذا الحلم الذي تحقق .... وهذه الرؤية التي لا يمكن تصور أفضل منها لأي بلد في العالم أجمع.
إن « المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود» في عام 1727م، قد رأى بحكمته وسداد نظرته.... أن أفضل ما يقوم به للناس في الجزيرة العربية ... شمالاً... جنوباً.... شرقاً.... وغرباً.... في ظل صراعاتهم اليومية التي أقلقت مصائرهم وأمانهم وأسرهم على الأكل والشرب والحروب القبلية والمناوشات مع الدول المجاورة أيضا التي لا تنتهي..... أن يلم شتاتهم، ويوحد شعثهم، ويضم تفرقهم في وطن واحد كبير يستوعب آمالهم جميعاً..... ويمنحهم أحلام الحياة الكريمة من دون نزاعات أو فوضى وقلق..... فيكون الاستقرار والمحبة والأمان والعمل الحقيقي للمستقبل، حيث نصبح قلباً واحداً... نعمل لأجل الوطن يداً بيد.....؛ إذ لا اختلافات مذهبية أو عنصرية قادرة على التفريق بيننا.
من هنا وُجِدَ في قلب كل سعودية وسعودي مفهوم العمل الحقيقي للمكان الواحد..... وصرنا أفضل الشعوب، فلم تستطع الدول الاستعمارية السيطرة علينا أبداً.... أبداً......وبقينا أعزاءً... كراماً.
بل إن السعودية أصبحت قوة إقليمية ودولية، حيث أسهمت بشكل فعال في العمل الإنساني والإنمائي في العديد من الدول الأخرى.
لقد كانت القيادة لنا منذ البدء.... وإلى اللحظة.... والقادم أجمل وأجمل وأكثر نبلاً وسمواً وإنجازاً وتحقيقاً.
وتتعهد وزارة الثقافة مشكورة بشكل خاص بإقامة فعاليات متعددة في كل مناطق البلاد خلال ذكرى يوم التأسيس السعودي ببرامج متنوعة منظمة ومفتوحة للجميع تحت إشراف خبراء من الوطن الجميل عن الحرف والمهن القديمة والقصص البطولية في تراثنا الزاخر بالتنوع والعمق التاريخي، ليتجدد في النفوس مشوارنا الممتد لأكثر من ثلاثة قرون متواصلة اكتظت بالمواقف التي تدل على الجدية والجهد والتلاحم بين الشعب والقادة دائماً.
وهكذا... «نحلم ونحقق» .... بسواعدنا ووحدتنا ومحبتنا وبالعمل المتقن لنا وللإنسانية جمعاء.
وبقينا أحرارا منذ «يوم بدينا».
** **
د. هدى عبد العزيز خلف - باحثة في الأدب والمسرح